حمدي رزق :
على سبيل التمني..
من جملة تصريحات الدكتور «مصطفى مدبولى»، رئيس الوزراء، نقتطف إمكان دراسة حزمة مساعدات اجتماعية (ثالثة) للفئات الأكثر احتياجًا.. إذا كان هذا ممكنًا فى ظل ظرف اقتصادى صعيب.
تفكير مسؤول يواكب شواغل الشارع، مهم فى هذا التوقيت الطبطبة على ظهور الطيبين بحزمة مساعدات اجتماعية عاجلة.
أعلاه من باب التمنى، رسالة حكومية بعلم الوصول إلى المواطن الأصيل، جمل الحُمول، لسان حال الحكومة: «لستَ وحدك»، الحكومة فى ضهرك، ونسند بعضنا بعضًا حتى تمر الأزمة الاقتصادية بأقل قدر من الأعباء المعيشية.
فى زمن الرئيس مبارك، الله يرحمه، كان طيب الذكر، رئيس اتحاد العمال، «السيد راشد»، يزعق كعادته مناديًا على الرئيس، المنحة يا ريس، فيتحصل عليها جموع العمال فى عيدهم، فى مايو من كل عام.
على سبيل التمنى، نتمناها من الرئيس السيسى، حزمة اجتماعية معتبرة بكرم رئاسى، وليس بجديد، سبق أن قرر الرئيس حزمتين متتاليتين فى عامين سابقين.
الطيبون فى أمَسّ الحاجة لحزمة اجتماعية ثالثة، تفرق مع الناس الغلابة، حزمة مساعدات على وقتها ترطب الأجواء، وتشيع الأمل، الطيبون يستحقون مكافأة على صبرهم وتحملهم مشقة الإجراءات الاقتصادية الأخيرة.
ولا تعدو عيناك عنهم، والرئيس فى تصريحات متتالية، لا يُمرِّر مناسبة، يبرهن أن عينيه على الطبقات الفقيرة التى تعانى انعكاسات الأزمة الاقتصادية العاتية، التى أرهقت اقتصاديات عفية فى أوروبا وأمريكا، ولسنا استثناءً، قدر الله، طالنا نصيب ضخم من الغرم.
دعك من المزايدات الرخيصة على الحكومة من المنصات الرخيصة، الشعب المصرى يثق فى نزاهة وعطفة قيادته السياسية، ويعلم علم اليقين أن الحكومة فى حالة اضطرار لأسباب خارجة عن حد الاستطاعة، مرغم أخوك، ولو كان فى الإمكان ما كان الاضطرار.
كما يقولون شدة وتزول، اشتَدِّى أزمَةُ تَنفَرِجى، والصبر مفتاح الفرج، وفرجه قريب، فقط نتفهم ما تُقدم عليه الحكومة مضطرة، ونصطبر، الرئيس يوجه بعدم فرض أعباء جديدة على المواطن، وهذا من حسن تصريف الأمور.
فيما معناه، متوالية الحزم الاجتماعية ضرورة قصوى، المظلة الاجتماعية تُظلل الطبقات الفقيرة، وحزمة المساعدات التى نتمناها من لحم الحى ستكون محل تقدير شعبى بيقين.
ومطلوب من القطاع الخاص الوطنى أن يلبى توجيهات الرئيس، وينفر إلى مساعدة الطيبين على المعايش، ويطبق الحد الأدنى للأجور بأريحية وكرم، ويزيد من العطاء فى ظرف أزمة تعدى وتفوت.
وحدث قبلًا، ومتوقع، (وهذا من قبيل التمنى)، حزمة مساعدات حكومية معتبرة فى هذا السياق، ومطلوب من الطيبين الاستبشار، تفاءلوا بالخير تجدوه، وبالسوابق يُعرف الشعب المصرى فى الأزمات، ثبات وصبر وصمود، ولو يغمِّسوها بدُقّة، والحمد والشكر على نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
المؤازرة الشعبية لمثل هذه الإجراءات الاقتصادية كالدواء الشافى تنتج أثرًا طيبًا بترشيد الاستهلاك، وتحكيم فقه الضروريات، وإعانة الحكومة على المرور من الأزمة الاقتصادية بعيون مستبصرة، وعقول نيرة، ونفوس مستبشرة، وإشاعة الأمل فى البلاد.
وفى الختام، للرئيس السيسى مقولة لافتة: «محدش هيحب الشعب المصرى أكثر من حكومته ورئيسه»، مقولة ترسم الخطوط العريضة للسياسات الاقتصادية التى تعنى بالبعد الاجتماعى ومصالح الطيبين، وتقطع الطريق على المزايدين من المرجفين فى المدينة.