الباحث السياسى الكبيرعصام عاشور يكتب ل البشاير :
رسالة برسم الوصول الي قادة الوطن العربي
السادة الافاضل
قادة هذا الوطن العربي الكبير
تحية واحتراما
اما بعد..
رسالتي هي رسالة من مواطن عربي برسم الوصول.
قادتنا، اصحاب الجلالة والفخامة الملوك والروساءواصحابرالسمو الملكي سمو الأمراء.
في فقه لغتنا العربية الجميلة، هناك جملة قطعية الدلالة تقول: “لا ينسب لساكت قول”. وهذه الجملة هي ما ينطبق على أنظمتنا فيما يتعلق بالموقف من انقلاب حماس، ذلك التنظيم الممثل للإسلام السياسي وبالتحديد تنظيم الإخوان المسلمين، في العام 2007 على السلطة في قطاع غزة “المنكوب دوماً”. وعطفاً على ذلك، فإن سكوت أنظمتنا على ما حدث في السابع من أكتوبر عام 2023، كان لا يعني بالتأكيد الموافقة على ما حدث. وعليه، لابد من الاستفادة أيضاً من مقولة لينين التي تقول: “تمضي شهور وسنوات لا يحدث فيها شيء، لكن ربما تمضي أيام وأسابيع يحدث فيها كل شيء”. والاعتقاد شبه المؤكد أن هذه الأيام وتلك الأسابيع لابد أن يحدث فيها كل شيء.
من هنا يأتي ندائي ورجائي بل وإلحاحي على جلالتكم وسموكم وفخامتكم في اجتماعكم بالقمة العربية الرابعة والثلاثين، التي سوف تعقد في قاهرة المعز في السابع والعشرين من هذا الشهر، حتى يمكن لنا أن نستغل ما حدث ويحدث في هذه الأيام والأسابيع والشهور. وبالتالي تتاح لنا فرصة تاريخية لإنقاذ ما بقي من أهلنا الفلسطينيين في غزة، بل ما تبقى من جميع أهل فلسطين التاريخية. وذلك باستغلال حقيقة لا ينكرها إلا فاقد للبصر والبصيرة، بل ويمكن القول إنه معدوم القدرة على فهم ما يدور حولنا وتحليله. وهذه الحقيقة هي:
لقد توحدت الأنظمة العربية الحاكمة، أو على الأقل معظم هذه الأنظمة، وفي المقابل فإن الأغلب الأعم من شعوبنا العربية اتفقت وتوحدت مع أنظمتها حتى أصبحت أقرب ما تكون على قلب رجل واحد، في موقفها مما يحدث في غزة والضفة الغربية. ويمكننا إرجاع ذلك إلى أسباب ثلاثة:
الأول منها ما حدث في قطاع غزة خلال خمسة عشر شهراً (الكل يعرف ما حدث)، ويضاف إليه ما يحدث حالياً في الضفة الغربية.
ثانيها ما قال ويستمر في قوله الرئيس الأمريكي الجديد القديم في أوائل ساعات تنصيبه بخصوص خطته الرامية إلى تهجير، وفي قول آخر طرد الفلسطينيين من أهل غزة إلى كل من مصر والأردن والسعودية وغيرهم. والأنكى كانت ولا تزال طريقته في العرض، وكأنه المندوب السامي الممثل للمحتل الأمريكي للعالم، الذي من ضمن مستعمراته بلدان الوطن العربي.
أما ثالث هذه الأسباب وليس آخرها، فهو ما قاله ويقوله ويفعله وزراء اليمين الديني شديد التطرف الحاكم في السياسة الإسرائيلية، مضافاً لما يقوله ويفعله رئيس وزرائهم.
لذلك نطلب من قادتنا أن تكون رسالة قمتكم للعالم هي:
(الهجوم بالسلام والإعمار بدلاً من الحرب والتهجير) لمواجهة خطة التهجير لأصحاب الأرض وتصفية القضية الفلسطينية. على أن تتضمن قرارات قمتكم:
أولاً: ضرورة أن تعلن حماس أنها ستتخلى وتسلم إدارة قطاع غزة أرضاً وشعباً وسلطة وسلاحاً إلى القادرين على الإدارة دون حروب، والقادرين أيضاً على أن يقوموا بإعادة تعمير القطاع دون هجرة أهله (ويكفي ما وصل إليه القطاع والقضية)، وهي لجنة عربية تعمل على تشكيلها هذه القمة.
ثانياً: أن تقوم تنظيمات حماس والجهاد وبقية الفصائل المسلحة في قطاع غزة بتسليم أسلحتهم:
-الأسلحة الثقيلة تسلم إلى لجنة من الأمم المتحدة، لتقوم بإعدامها.
– الأسلحة الخفيفة تسلم للشرطة الفلسطينية التابعة للسلطة.
ثالثاً: ضمان خروج قيادات حماس والجهاد وغيرهم من قيادات الفصائل المسلحة إلى البلاد التي يمكن أن تستقبلهم.
رابعاً: المناداة بجعل قطاع غزة منطقة منكوبة، وأن يعترف العالم بهذه الصفة للقطاع، وبذلك يسمح لمنظمات الإغاثة العالمية وعلى رأسها منظمة “الأنروا” للعمل في القطاع.
خامساً: تشكيل قوة عربية مسلحة من كل من مصر والسعودية والإمارات وقطر والجزائر والمغرب لإدارة القطاع وحفظ الأمن والنظام فيه، على أن تعمل هذه القوة تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية واتحاد الدول الإسلامية.
سادساً: تشكيل إدارة مدنية من الفلسطينيين، من موظفي السلطة وموظفي القطاع الحاليين ممن لم يحملوا السلاح، وذلك لإدارة المرافق العامة والخدمات المختلفة.
سابعاً: فتح باب التبرعات العالمية وإنشاء صندوق لإعادة تعمير القطاع دون تهجير أهله، في مدة تقديرية من 3 إلى 5 سنوات، على أن تكون لكل من السعودية والإمارات وقطر والكويت النصيب الأعظم في هذا الصندوق، وعلى أن تقوم شركات المقاولات العربية لكل من مصر والجزائر بالعمل متبرعين مع فتح الباب لشركات المقاولات العالمية للمساهمة في ذلك.
ثامناً: التعهد بضمان سرعة ضخ المساعدات للقطاع بكافة أشكالها، مع التركيز على توريد الخيم والغرف المؤقتة والكرافانات، لنصبها في الأماكن والمربعات التي يمكن نقل الأفراد إليها حتى يمكن تفريغ الأجزاء الأخرى التي يتم الإعمار بها.
تاسعاً: على أن يكون كل ما تقدم في مقابل:
– تعهد إسرائيل (بضمانات دولية) بسحب كامل قواتها من كامل أراضي القطاع.
– تعهد إسرائيل (بضمانات دولية) بعدم الاعتداء على المسجد الأقصى، وكذلك التعهد بعدم منع المصلين من دخوله.
لكن هنا يتبقى… ما إذا رفضت حماس الرضوخ لهذه المطالب والتي تعتبر هنا هي مطالب كافة الأنظمة العربية، أو حتى ماطلت في تنفيذ ذلك.
هنا يحق للقمة العربية، والتي المفروض أن تشكل لجنة لمراقبة كل هذه الخطوات، وقف كافة الإمدادات والمساعدات سواء المادية أو العينية، مع إيقاف العمل في معبري رفح وكرم أبو سالم. وفي المقابل، إذا ما رفضت إسرائيل، فإن الدول العربية لن تتدخل في أي صراع مقبل، والتأكيد على رفض مصر والأردن والسعودية وغيرهم من البلدان العربية استقبال أي مهجرين من الفلسطينيين، مع العمل العربي المشترك لحشد الجهود العالمية لرفض وإدانة الفكرة العنصرية لتهجير الشعب الفلسطيني، المدان دولياً وإنسانياً.
تحياتي وتمنياتي كمواطن عربي لقادتنا
بالتوفيق لما هو في صالح الشعب الفلسطيني العربي.