حمدي رزق
هل تتعمد المقاومة الفلسطينية إذلال الأسرى الإسرائيليين؟!
كتب الصحفى الإسرائيلى «أور هيلر» عبر حسابه على منصة «إكس»: «قبلة لحماس.. هل حماس لا تملك ما يكفى من الدعاية الخاصة بها، أليس كذلك؟ ليضاف لها قبلة».
راج عبر منصات التواصل الاجتماعى مقطع فيديو منعته الرقابة الإسرائيلية للجندى الإسرائيلى المفرج عنه «عومر شيم توف»، وهو يقبل رأس مقاتلى كتائب القسام خلال مراسم تسليمه فى إطار الدفعة السابعة من صفقة التبادل، ما يبرهن على حسن معاملة المقاومة للأسرى الإسرائيليين خلال احتجازهم فى غزة
القبلة أطارت صواب «بنيامين نتنياهو» رئيس وزراء إسرائيل، فطفق يُرْغِى ويُزْبد، تعبير اصطلاحى، بمعنى يشتد غضبه ويكثر تهديده ووعيده، وانتهى إلى إجراء انتقامى بتعليق إطلاق السجناء الفلسطينيين، على شرط معاملة الأسرى من قبل حماس معاملة كريمة!!.
هل أوعزت حماس للجندى الإسرائيلى بتقبيل الرؤوس امتنانا وعرفانا بحسن المعاملة، والخوف عليهم، وحماية أرواحهم من قصف طائرات ومسيرات نتنياهو؟!.
هل يتخيل عاقل، إذا كان نتنياهو لا يزال عاقلا، أن تقبيل الرؤوس كمينا مخططا من قبل حماس للإيقاع بالأسرى الإسرائيليين وهم فى طريقهم إلى تل أبيب، أى عقل هذا يحكم الكيان الصهيونى الغاصب؟!.
الإذلال، والإهانة، ما يلقاه السجناء الفلسطينيون فى السجون الإسرائيلية، وفى هذا تكتب قصص وروايات، لو سجل السجناء الفلسطينيون أهوال السجون الإسرائيلية لفاقت من هولها مرويات اليهود فى الهولوكوست، الخجل يليق بنتنياهو، لكنهم لا يخجلون، الخجل نفسه يخجل من جرائمهم فى حق السجناء، صحيح اللى اختشوا ماتوا!!.
القبلة التى أهانت نتنياهو كانت عفوية، الأسير عبر عن مكنونه، فجرح كبرياء نتنياهو، فصار يعوى كالذئب الجريح، ويعلق إطلاق السجناء، ويعوق الصفقة، وهو آمن من غضب سيده فى البيت الأبيض!!.
الرئيس ترامب هو الآخر لا يهضم الصفقة التى تنحر قلوب الإسرائيليين كل سبت، السبت الحزين من كل أسبوع يمر ثقيلا على نتنياهو وحكومته.
حماس تستعرض قوتها، وفتوتها، وهذا ما لا يعجب من فى قلبه مرض، مفروض حماس وفصائل المقاومة تسلم الأسرى وهم صاغرون، يطلبون العفو والسماح من الرئيس ترامب الملقب بـ «خازن الجحيم»، خشية أن يصب عليهم من غضبه.
معلوم ترامب إذا غضب دمدم، وإذا دمدم، يا ويلك ويا سواد ليلك، سيمحو غزة من الوجود، سيحوّلها إلى ريفيرا أمريكية ربما ضمها مع كندا إلى الولايات المتحدة، غزة الولاية الـ ٥٢ باعتبار كندا صنفت أمريكيا الولاية الـ ٥١!!.
عن أى إذلال يتحدثون، عن الملابس النظيفة (المكوية)، عن الصحة التى ظهر عليها الأسرى، عن غبطتهم وتحيتهم لجمهرة المحتشدين؟!.
المقاومة تعلن عن نفسها، تحترم الأسرى، وتبجل الجثامين، وتسلمهم بمعرفة الصليب الأحمر فى مشهد حضارى لفت الأنظار إلى تحضر المقاومة، ونسخ السردية الإسرائيلية عن توحش وبربرية المقاومة، وأنهم وحوش ضارية، مطلوقة على شعب كيوت، وجيش يعتنق تقاليد عسكرية بالية!!.
نتنياهو يود نزع سلاح الأسرى من أيدى حماس، ليقبر ما تبقى من شعب غزة، سلاح فتاك، والقبلة كانت انشطارية، مزقت ستر حكومة نازية تسترت طويلا خلف سردية مخاتلة روج لها المأسوف على شبابه «جوزيف بايدن»، واعتنقها خازن الجحيم «دونالد ترامب»، كلاهما وجهان لعملةٍ أمريكية رديئة، عملةٌ مزيفةٌ خلوٌ من المصداقية، جهاز كشف الكذب فى البيت الأبيض متعطل عن كشف الأكاذيب الرئاسية.