انخفضت أسعار النفط الخام الأمريكي بشكل حاد إلى أدنى مستوى له في التاريخ بسبب انهيار الطلب وسط جائحة فيروس كورونا، الذي أدى إلى توقف النشاط الاقتصادي في أغلب دول العالم، إلى جانب النقص الشديد في السعات التخزينية للنفط الخام.
وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي إلى حوالي 1.24 دولارات للبرميل للمرة الأولى في تاريخه.
الأمر الذي لابد أنه سيؤدي إلي انهيار غير مسبوق بأسعار السلع والخامات الأخري التى يدخل النفط فى صناعتها ويعد من تكاليفها المباشرة.
هذا الانهيار التاريخي الغير مسبوق ستدفع الصين ثمنه، كافة شركات البترول العالمية، التى تمتلك مئات والاف المواقع النفطية التى تحصل عليها بعقود انتفاع طويلة الأجل، ستطالب الصين بتعويضات هائلة جراء ما حدث من انهيار لأسعار النفط نتيجة عدم الشفافية فى الاعلان عن الفيروس وطريقة انتشاره، والتأخر فى الاعلان عن وجود فيروس يهدد حياة البشر من الاساس.
فيما تسارعت خسائر العقود الآجلة للخام الأمريكي، تسليم شهر مايو، وهوت حوالي إلى أكثر من 147 في المئة ليصل سعر البرميل إلى سالب 8.6 دولار للبرميل، وهو سعر غير مسبوق في تاريخ الصناعة النفطية.
وتستمر العقود الآجلة للخام الأمريكي في الانهيار، في يوم سيعد فارقا في تاريخ صناعة النفط العالمية.
ونيجة للانهيار غير المسبوق في الأسعار، اضطر البائعون إلى دفع أموال للمشترين لتشجيعهم على أخذ عقود آجلة للنفط، في محاولة لتقليل الخسائر.
وقرابة الساعة 17,40 ت غ، انهارت العقود الآجلة للخام الأمريكي بأكثر من 94 في المئة إلى 1.04 دولار للبرميل
وتراجعت أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة لأدنى مستوياتها منذ نحو 20 عاماً، وسط عمليات الإغلاق ومنع السفر في العالم أجمع، والتي تؤثر بشدة على الطلب.
وقال الخبير في شؤون الطاقة أنس الحجي في مقابلة مع “العربية” إن هذه الخسائر عبارة عن “خسائر تجارة براميل ورقية وليست حقيقة ومضاربين”.
وأشار إلى أن “قرب نهاية عقود شهر مايو التي تنتهي غدا ويجب ان ينتهي المضاربون من عملهم هذا بحلول الغد ولهذا حصل التراجع غير المسبوق”.
كما أشار إلى أن “خفض أوبك بلس سيبدأ بأول شهر مايو، وهو غير مرتبط كثيرا مع تداولات خام غرب تكساس الذي يعد مؤشرا إقليميا مناطقيا”.
وقال الحجي إن “كل ما يجري من أسعار هو شيء مالي وعلى الورق وفي الواقع قد لا نجد كميات كبيرة من النفط الحقيقة قد بيعت بهذه الأسعار”.
وتتصاعد حدة الضغوط فيما يتزايد بناء المخزونات النفطية في العالم، بما في ذلك المركز الرئيسي للتخزين بالولايات المتحدة في أوكلاهوما.
وفي تداولات سابقة، واصلت العقود الآجلة للنفط خسائرها الحادة وهوى الخام الأميركي 45% إلى 10.06 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ إبريل 1986 بسبب انخفاض الطلب وسط جائحة فيروس كورونا، فيما تباين أداء الأسهم في بورصات آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.
وتراجعت أسعار النفط الخام الأميركي في التعاملات الآسيوية صباح اليوم الاثنين بأكثر من 26% دون 13.45 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 21 عاماً على الرغم من اتفاق في وقت سابق من هذا الشهر بين دول أوبك + (تحالف يضم منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” ودولا من خارجها) لخفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في شهري مايو ويونيو، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.