يروي ان حسني مبارك عندما سافر الي المانيا لإجراء عملية جراحية معقدة حبتين ، تساؤل مدير المستشفي الألماني : من هذا الرجل الذي احتل المستشفي بحراسه وسكرتاريته ووزاءه . اجابوه بأنه رئيس جمهورية من ٣٠ سنة . علق مدير المستشفي قائلا هذا افشل مسؤول عالجته في حياتي المهنية حتي الان .
يقضي ٣٠ عاما في السلطة ولا يقيم مستشفي في كفاءة مستشفانا .هذا مسؤول ضرب رقم قياسي في الفشل.. كان يستطيع بناء المستشفي قطعة قطعة وقسم قسم . وخلال ٣٠ سنة تتراكم لديه أعظم الخبرات الطبية ، التي تقدم بما نقوم به الآن .
نفس التعليق يجوز تطبيقه علي شيخ الأزهر الذي قضي ١٥ عاما مسؤول عن خزائن الأزهر وما ادراك من خزائن الأزهر . وعنده مستشفي الحسين لم يتم تطوير سنتم فيها. ادعو له ربنا يهديه الي صواب السبيل لخدمة بلده ودينه بدلا من يكون عبئا عليهما . أخطر مافي الإمام الأكبر عنادة ، أو كما قال حسني مبارك يوما ما « أنا واخد دكتوراه في العناد » . وعناد الإمام ترك آلاف المسائل معلقة ..
القصتان صالحتان لقياس حالة الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي : أغلي نادي في مصر والأعلي شعبية علي مدي التاريخ ، والأغني موارد مرئية وغير مرئية … هذا النادي لم يتول أمره في أي عصر من العصور من يفهم أو يستجيب للمسؤولية الإجتماعية للنوادي الرياضية … بعض الأندية تعيد إحياء المدن . إتفرجوا علي ليفربول مع نادي ليفربول . المهم كان النادي الأهلي يستطيع بناء مستشفي خاص ، ويضم قسما خاصا لعلاج الرياضيين . وكان يمكن إن يبدأ في بناء المستشفي بتبرعات الأعضاء وبشعار إتبرع ولو بعشرة جنيه .
بنفس المنطق نتحدث عن حالة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة المقاولون العرب ٨ سنوات . ووزير للإسكان عام كامل ، ثم رئيس للوزراء عامين ..
كان المهندس إبراهيم محلب قادر علي تطوير المركز الطبي للمقاولون العرب . ولكنه لم يفعل . بل تراجعت قدرات المركز الطبي في عهده . وكان يمكن أن يباشر نفس المهمة وهو رئيس للوزراء وقادر علي إتخاذ القرار لصالح شركة تابعة للدولة . لكنه لم يفعل ..
حكمة ومنها نستمد الحكم : يقاس رجل الدولة ، بحسن إدارته لمؤسسات الدولة وتعظيم قدراتها ، ومن لا يفعل يذهب للعلاج في المانيا وفرنسا وبئس المصير ..