لم يحدث في تاريخ نقابة الصحفيين ماحدث اليوم .. الصورة الذهنية التي تجمعت قبل الإنتخابات بأيام ، أن الجمعية العمومية سوف تجتمع في الموعد المحدد وبأغلبية كاسحة ، لإنتخاب النقيب ، وأعضاء مجلس النقابة ..
جولات المرشحين ، ورسائلهم الإلكترونية ، وإجتماعاتهم في دور الصحف ، ورسائل التأييد والإحضان وجبر الخواطر ، والتصريحات ، والوعود ، وزيادة البدل النقدي ، والمعاشات ، والتأمين الصحفي ، وإقامة مركز توزيع للسلع التموينية والإحتياجات العائلية ، كلها تؤكد أن الجمعية العمومية قادمة لا محالة . وسيتم الإنتخابات من الجولة الأولي . وسيكون للنقابة نقيبا قبل الواحد من صباح الرابع من مارس ..
سيبك من كل هذا : كان يوم الإنتخابات عرس للصحافة والقلم وحرية الرأي … كان يوم لتلاقي بين الإجيال ، والأصدقاء ، وزملاء المهنة التي تشغلهم عن متابعة العلاقات الإنسانية والإجتماعية .. الصورة الذهنية طلعت فشنك . ويوم التلاقي طلع فستك .. كان متصورا أن يجتمع أربعة آلاف صحفي لإستكمال النصاب القانوني للجمعية العمومية .. فلم يجتمع إلا ٢٩٨ صحفيا ، نصفهم تقريبا مرشحون ، والنصف الآخر وكلاء المرشحين .. مضت ساعات التسجيل ثقيلة الوقع ، من التاسعة حتي الواحدة ، لم يسجل أحد .. وأدرك رئيس اللجنة القضائية المشرفة علي الإنتخابات ، أن إكتمال الجمعية العمومية مستحيل .. ولهذا إتخذ قراره دون تردد .. التأجيل إسبوعين ، وعقد الجمعية العمومية بربع عدد الأعضاء المقيدين بالنقابه أي حوالي الفي عضو .. وربما لا يجتمع هذا العدد ، إلا بمعجزة ..