حسن عامر
أصابتني صدمة تفاؤل مريحة عندما قرأت أن محكمة النقض طرقت بقوة أبواب الحضارة الألكترونية ، حضارة العصر ..
لم تطرق الباب فقط . بل دخلت وإستقرت ، وإختارت أن تتواصل مع جمهور المتقاضين بعدد من الخدمات ..
ففى الرابع عشر من مارس 2019، أعلنت محكمة النقض المصرية عن رقم الخط الساخن للاستعلام عن مصير الطعون ومواعيد الجلسات، وهو (19681). من خلال الخط ، يمكن للمتقاضين الاتصال والاستعلام عن خط سير أو مصير الطعن الخاص بهم، وموعد جلسة نظره أو موعد تأجيله، وذلك بعد أن يقدم المتصل رقم الطعن الخاص به أمام المحكمة .
وفى العشرين من مارس 2019، أعلنت محكمة استئناف القاهرة تفعيل خدمة الاستعلام عن تداول جميع الجلسات إلكترونياً ووجود استئناف من عدمه إلكترونياً، وذلك من خلال بوابة الحكومة المصرية (j.p.gov.eg).
المثير هنا : إن محكمتا النقض والإسئناف تتمتعان بمهابة وجلال علي مر العصور . وتستحقان جهدا ورضاء عميقا من المواطنين عند التعامل معهما . أما أن تذهب المحكمتين الجليلتين الي المواطنيين ، فتلك من علامات الساعة ..
لكن ماحدث يندرج في مفردات العصر .. وإستجابت المحكمتين الموقرتين للتعامل بمفردات العصر ..
بنفس صدمة التفاؤل تلقيت خبرين عن البنك المركزي ..
الأول : أن البنك خصص مبناه القديم في شارع عبد الخالق ثروت ، ليكون مقرا لمركز الإبداع المصرفي .
الثاني : أن البنك بصدد تمويل التطبيقات الإلكترونية ، التي تقدم خدمات للقطاع المصرفي ، أو تسهل المعاملات المصرفية بين البنوك والجمهور ..
أو كما قال المتحدث سوف نطرق كل البيوت في نجوع الصعيد الجواني ، ونضم ساكنيها الي جمهور المتعاملين مع البنوك ..
البنك المركزي يتمتع تاريخيا بنفس المهابة والجلال الذي تتمتع به محكمتا النقض والإستئناف .. ومع ذلك لم يطرق باب العصر فقط ، بل قرر أن يكون شريكا فاعلا في هذا العصر .
قرر أن يخصص مليار جنيه لمشروعات مركز الإبداع . وأن يقيم حضانات للتطبيقات التي تخدم القطاع المصرفي ..
أو كما قال المتحدث : إن العالم يعيش الآن مرحلة التطبيقات الفارقة ، التي تغير شكل العلاقات بين المواطنين . أوبر وكريم مجرد تطبيقات الألكترونية . أسواق التجارة الإلكترونية مجرد تطبيقات .
لماذا لا تقدم مصر تطبيقا يساهم في تغيير العالم الذي نعيش فيه . لماذا لا نستقطب شبابنا الذي يعمل في معامل جوجول وفيس بوك وتويتر وأمازون وغيرها من الشركات الفاعلة في عصرنا .
نعم نستطيع … والله غالب علي أمره ..