وسط اهتمام بتطبيع العلاقات المصرية – التركية؛ تترقب القاهرة أولى ثمار إجراءات تسهيل التأشيرات السياحية، حيث تتحضر البلاد، لا سيما الأوساط السياحية فيها، لاستقبال مجموعة من السياح الأتراك الذين سيقصدون أراضيها (الأربعاء) المقبل قادمين من مدينة إزمير، في طائرة تشارتر».
وقال القائم بأعمال السفارة التركية في القاهرة السفير صالح موطلو شن، (الأحد)، إن الحكومة المصرية أعلنت تسهيلات للمواطنين الأتراك لدخول مصر. ونشر السفير التركي، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، تغريدة قال فيها إنه «لأول مرة خلال السنوات العشر الأخيرة، سيتمكن المواطنون الأتراك من دخول مصر دون الحصول على تأشيرة دخول مسبقاً».
وأضاف السفير التركي: «وبعد تسهيل مصر حصول المواطنين الأتراك على تأشيرة دخول مصر، من المتوقع أن تصل مجموعة من السياح الأتراك إلى الأراضي المصرية قادمين من مدينة إزمير في طائرة تشارتر يوم 19 أبريل الجاري».
وأعلنت السلطات المصرية نهاية مارس (آذار) الماضي، أنها قررت إطلاق مجموعة من التيسيرات للسياح الأجانب لزيارة أراضيها بينهم الأتراك. وكشف وزير السياحة المصري أحمد عيسى، عن مجموعة من التيسيرات والتسهيلات الجديدة للحصول على التأشيرة السياحية للجنسيات المختلفة، وذلك في إطار «حرص الدولة المصرية على دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر»، مشيراً إلى أنه «تم السماح للسائحين الأتراك بالحصول على تأشيرة دخول اضطرارية من المنافذ والمطارات المصرية المختلفة دون التقيد بسن محددة».
يُذكر أنه في خطوة جديدة نحو تطبيع العلاقات المصرية – التركية، استقبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره المصري سامح شكري، في أنقرة أخيراً، لإجراء محادثات مشتركة أُعلن خلالها «الاتفاق على إطار زمني محدد للارتقاء بالعلاقات بين البلدين».
وقال أوغلو إن «مصر وتركيا ستشجعان مواطنيهما على زيادة التبادل السياحي في المستقبل»، مشيراً إلى أن «227 ألف مصري زاروا بلاده العام الماضي، ورفعت الخطوط الجوية التركية عدد رحلاتها إلى مصر إلى 50 رحلة أسبوعياً».
ورأى الخبير السياحي محمد عثمان، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تسهيل التأشيرات السياحية للأتراك يعد «خطوة رائعة للغاية»، لافتاً النظر إلى أنها «تعطي دلالة على أن مصر أصبحت سوقاً مفتوحة للجميع».
ويشير إلى أن «ما شهده الربع الأول من العام الجاري من نمو في أعداد السائحين الوافدين لمصر مقارنةً بالفترة نفسها عام 2022، إلى جانب ارتفاع مستوى الإنفاق، يعكس نجاح الدولة المصرية بشكل كبير في إدارة هذا الموسم، واستكمال ما بدأته الموسم الماضي، وهذه الخطوة الجديدة من تسهيل التأشيرات السياحية للأتراك سيكون لها دور في تنوع المنتج السياحي، وبالتالي تكون مصر على موعد مع موسم مميز للغاية».
ويوضح عثمان أن «تركيا تعد مقصداً للسائح المصري، الذي يفضّلها بشكل كبير على غيرها من البلدان، وآن الأوان لكي تكون هناك خطوة مماثلة لجذب الأتراك لمصر»، مؤكداً أن «مصر بحاجة كبيرة إلى السوق السياحية التركية ولجميع الأسواق الأخرى لفتح أسواق جديدة، والسوق التركية تدعم هذا التوجه لكون تركيا قريبة من مصر».
ويبيّن أن السائح التركي يفضل زيارة الغردقة بشكل كبير، مشيراً إلى أن «هناك رغبة من جانب لجنة تسويق السياحة الثقافية في الأقصر لجذبه إلى السياحة الثقافية»، كاشفاً أيضاً أن «اللجنة تخطط لدعوة مجموعة من الشركات التركية لإقامة بورصة مصغرة للسياحة يكون مقرها الأقصر، للعمل على الاستفادة المتبادلة بين الطرفين، وهو ما يصب في صالح السياحة الوافدة من تركيا».