حسن عامر
عام ١٩٩٨ سافر كاتب هذه المقدمة الي شرق العوينات بصحبة وفد كبير من رجال الأعمال . ومعية الدكتور فاروق الباز .
كان في الطائرة أعلي رجال الأعمال وزنا من الناحية المالية ..
الهدف من الزيارة الإطلاع علي المنطقة الواعدة زراعيا ، والإستماع الي الدكتور فاروق الباز ، ومجموعة الخرائط التي تحدد مكامن خزانات المياة الجوفيه .
قال العالم الجليل ، إننا لو زرعنا هذه المنطقة بمحاصيل حقلية سوف نحقق الملايين . وإذا زرعناها بمحاصيل رأسمالية سوف نحقق الملايين من تصنيع المنتجات . وإذا زرعناها بمحاصيل أمن إقتصادي سوف نوفر الملايين ..
والزراعة ياسادة لا تحتاج الي إستثمارات عالية . وهي ذات عائد مجز بعد عام واحد من الإستثمار ..
وظل الرجل يشرح ويشرح .. حتي جاءنا البشير من تعليق رجل أعمال يقول : أنت بتقول إيه يادكتور أرباح إيه وهباب إيه . إنا لو زرعت بطيخ هنا ، نقل البطيخة الي الأسواق يحتاج ٣٠ جنيه ..
القنبلة إنفجرت ، ودمرت أي مناقشة جادة للمشروع .. لمدة عشرين عاما ..
حتي جاء عمنا وتاج راسنا عبد الفتاح السيسي ..
وقدم لنا مشروع شرق العوينات . ليس صحراء . وليس مجرد خرائط مياه . وليس رمال ممتده .
ولكن أرض نابته بالخير .. تؤمن الغذاء للمصريين . وتختصر المليارات من فاتورة الواردات الغذائية ..
لنستمع الي الدكتور نادر نور الدين ..
كيف نجحت مصر في تحقيق حلمها بعد 20 عاما من الانتظار؟
نجحت مصر بعد أكثر من 20 عاما بتحقيق حلمها في زراعة واستصلاح أراضي الصحراء، حيث تمكنت من زراعة أراضي توشكى وشرق العوينات.
وقال مستشار وزير التموين المصري الأسبق نادر نور الدين، إن مشروع شرق العوينات يقع في أقصى جنوب غرب الصحراء الغربية على الحدود المصرية الليبية، ويتسم باعتدال الحرارة بسبب وقوعه في حضن جبل العوينات كواحد من أعلى جبال إفريقيا بما يجعله مسقطا للهواء الذي يتسبب في اعتدال درجة حرارته.
وتابع: “كما يتميز بوجود مخزون جيد من المياه الجوفية عالية الجودة تكفي لري 200 ألف فدان هي مساحة المشروع لمدة 200 سنة، وبالتالي لا يتطلب تدبير موارد مائية سواء من مياه النيل أو من مياه معالجة المخلفات”.
وأشار نور الدين إلى أنه بدأت زراعة المشروع منذ أكثر من 20 عاما وأنشأ له خصيصا مطارا لتصدير منتجاته من الخضروات والفاكهة إلى دول العالم، ولكن كان بعده عن العمران معوق لجذب الاستثمارات ولم تتجاوز المساحات المستغلة منه في الزراعة عن 45 ألف فدان إلى أن تم إسناد زراعة المساحة المتبقية لجهاز الخدمة الوطنية لزراعتها بالحاصلات الاستراتيجية حيث تم زراعة نحو 140 ألف فدان بالقمح طبقا للبيانات الرسمية ومساحات أخرى ستزرع بعباد الشمس صيفا لإنتاج زيوت الطعام التي تستوردها مصر بالكامل ومعها مساحات لزراعة البطاطس الذي يجود في الأراضي الرملية مع إقامة مصنعا لتصنيع البطاطس سابقة التجهيز للتصدير وللأسواق المحلية نظرا لصعوبة تسويق ثمار البطاطس بالمدن المصرية بسبب البعد الكبير عنها، ولأن مبيعات السوبر ماركت عالميا ومحليا يكون 80% منها سلعا غذائية طازجة او سابقة التجهيز.
وتابع: “مع إحياء مشروع توشكى بعد توقف نحو 20 عاما قام جهاز الخدمة الوطنية وبعض المستثمرين بزراعة نحو 40 ألف فدان بنخيل البلح وفازت بشهادة الأرقام القياسية غينيس كأكبر مزرعة تمور في العالم ومعها نحو 150 ألف فدان أيضا بمحصول القمح من إجمالي مساحة المحصول البالغة 400 ألف فدان سيعاد تأهيلها وزراعتها، وبالتالي سيكون إجمالي ما تم زراعته في المشروعين بالقمح نحو 300 ألف فدان تعطي محصولا نحو 900 ألف طن أي ما يقرب من مليون طنا ستخفض واردات مصر من القمح البالغة 12 مليون طنا سنويا وتوفر ما بين 330-400 مليون دولار من تكاليف الاستيراد”.
وقال نور الدين إن الرئيس المصري حرص على حضور حصاد محصولي القمح والبطاطس في شرق العوينات وافتتاح مصنع تعبئة البطاطس المجهزة لأهمية مشروعي شرق العوينات وتوشكى في دعم الأمن الغذائي المصري وتقليل الواردات الغذائية وتشجيع التوسع في تصدير الخضروات سابقة التجهيز إلى الدول المجاورة.