المشهد ننقله حرفيا من مقالة الدكتور سمير فرج المنشور في الأهرام ٩ مايو ٢٠١٩
خلال هذا الاسبوع كنت فى مدينتى الحبيبة، بورسعيد، فشاهدت لافتة كبيرة، معلقة على مدخل المدينة، مكتوبا عليها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ـ بداية طريق بورسعيد إلى بورسودان… فتعجبت فى نفسى عن كيف يكون ذلك؟! فمدينة بورسعيد عبارة عن جزيرة، يحدها من الشرق قناة السويس، متصلةً بقارة آسيا، بورفؤاد، من خلال معدية قناة السويس، ويحدها من الغرب كوبرى الجميل عابرا فوق بحيرة المنزلة، إلى الدلتا ومدينة دمياط، ومن الجنوب كوبرى الرسوة، العابر من بورسعيد إلى مدن القناة، لذلك عندما قام العدوان الثلاثى على مدينة بورسعيد، قام الإنجليز بتدمير كوبرى الجميل والرسوة، وإنزال المظلات البريطانية فى تلك المناطق، فتم، بذلك، عزل مدينة بورسعيد عن مصر…
إذن كيف يكون هذا الطريق الذى تشير إليه اللافتة؟! اتصلت، على الفور، باللواء أمير سيد أحمد، مساعد السيد رئيس الجمهورية للبنية التحتية، لأستوضح منه، فأكد لى أن الهيئة الهندسية تشرف، حالياً، على إنشاء طريق جديد، تنفذه شركات القطاع الخاص المصري، بطول 495 كم، يبدأ من بورسعيد، وصولاً إلى شرق القناة، فى مدينة شرم الشيخ… أكرر شرق القناة… فى سيناء الحبيبة.
ثم المحور الثاني، ويبدأ، كذلك، من بورسعيد إلى طريق الإسماعيلية الصحراوي، عابرا إلى طريق السويس، وإلى طريق السخنة، ثم طريق الجلالة الجديد، وصولاً إلى الزعفرانة بطول 320 كم، ويمتد منها، فى طريق جديد، إلى الغردقة، وسفاجا، ومرسى علم، ثم حلايب وشلاتين، فى طريق، جديد شق معظمه فى الصحراء الشرقية، حتى يصل إلى بورسودان، شرق افريقيا، بدولة السودان الشقيق،
ومن المقرر افتتاحه الشهر القادم بمشيئة الله، بالتزامن مع افتتاح أنفاق قناة السويس. ازداد تعجبى بعد ما سمعته من اللواء أمير عن تفاصيل تلك الشبكة الجديدة من الطرق والمحاور، وما أتوقعه لها من آثار إيجابية، على كل المستويات، وهو ما لم يعدو كونه أملاً، فى الماضي، أن يصلنا طريق برى بعمق افريقيا، وخاصةً السودان، ولكن تعجبى هذه المرة، سببه أننا لم نسمع عن ذلك الإنجاز من قبل، فأجابنى اللواء أمير قائلا، أنت تعلم أن السيد الرئيس يكره مصطلحات هنعمل، وهننشىء، وأوامر سيادته، منذ البداية، هو الاحتفال بانتهاء العمل فى المشروع وافتتاحه، ولقد استثنى من ذلك الأنفاق الخمسة على قناة السويس، ليتمكن الشعب من متابعة تنمية سيناء واتصالها بالوطن الأم.