أكدت وكالات سفر أن تزامن إجازة المدارس مع عطلة عيد الأضحى وموسم الحج للعام الجاري، أسهم في رفع أسعار تذاكر الطيران إلى وجهات عربية، خلال ذروة الطلب الصيفي، بنسب راوحت بين 50 و80%، وذلك اعتباراً من 20 يونيو الجاري، لافتة إلى أن جزءاً كبيراً من الرحلات سيسجل مستويات إشغال كاملة بنسبة 100%.
وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أن «شركات الطيران ستلجأ إلى زيادة عدد الرحلات، أو تشغيل طائرات ذات سعة أكبر خلال ذروة السفر»، مشددين على أهمية اعتماد تواريخ مرنة لحجز التذاكر.
ذروة الطلب
وتفصيلاً، أظهرت بيانات لمواقع شبكية متخصصة في حجوزات التذاكر، أن ذروة الطلب على السفر للرحلات المباشرة من مطارات الدولة إلى الوجهات العربية: القاهرة، الإسكندرية، عمّان، بيروت، تونس، والدار البيضاء، تبدأ في 20 يونيو الجاري وحتى السابع من يوليو المقبل، استناداً إلى متوسط أسعار تذاكر الطيران للرحلات الذهاب والإياب لمدة ثمانية أيام.
وبحسب البيانات، يرتفع متوسط أسعار تذاكر الطيران للرحلات التي تتزامن مع فترة الذروة هذه بنسب تصل إلى 60%، مقارنة بمتوسط الأسعار للرحلات في أول أسبوعين من يونيو الجاري، فيما تشهد وجهة تونس أعلى متوسط لارتفاع أسعار التذاكر بنسبة تصل إلى 80%، بالنسبة للرحلات خلال فترة المقارنة ذاتها، تليها وجهة العاصمة الأردنية عمّان، ومدينة الدار البيضاء المغربية بنسب تصل إلى 70%، فيما سجلت وجهة العاصمة اللبنانية بيروت نسبة 60%، ومدنتي القاهرة والإسكندرية المصريتين بنسب تصل إلى 50%.
وتشمل البيانات أسعار رحلات الذهاب والإياب المباشرة، فيما تمثل هذه الأسعار التي تخضع للتوافر، أقل الأسعار كلفة، وهي تختلف عن «الأسعار المرنة» التي تتيح مزايا إضافية.
مستويات قياسية
قال المدير التنفيذي لشركة «دبي العالمية للسفريات»، بدر أهلي، إن «الطلب على السفر خلال فصل الصيف إلى الوجهات العربية، سيرتفع إلى مستويات قياسية، بالتزامن مع إجازة المدارس وعطلة عيد الأضحى»، ناصحاً باعتماد تواريخ مرنة لحجز التذاكر، في إطار تفادي الزيادات في الأسعار، نظراً إلى طول إجازة الصيف.
وأضاف أن «الطلب على السفر ينقسم إلى جزأين: الأول بغرض زيارة الأهل والأقارب، والثاني لقضاء عطلات في وجهات سياحية»، مبيناً أن «نسبة الحجوزات شهدت زيادة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين، في وقت يتوقع فيه مواصلة الارتفاع خلال الفترة المقبلة».
وأوضح أهلي أن «شريحة واسعة من المتعاملين يفضلون السفر بالتزامن مع عطلة عيد الأضحى، ما ينعكس على زيادة كبيرة في معدلات الطلب التي تفوق حجم المعروض من السعة المقعدية، وبالتالي ينعكس ذلك على زيادة في متوسط أسعار الرحلات»، مشيراً إلى أن «نسبة من المتعاملين يفضلون قضاء إجازات قصيرة لمدة أسبوع، مقابل شريحة تفضل أسبوعين أو أكثر من شهر».
وذكر أن «متوسط أسعار التذاكر تتباين من وجهة إلى أخرى، وفقاً لمعدلات الطلب والمعروض المتاح من السعة المقعدية أو الرحلات إلى تلك الوجهة»، لافتاً إلى أن «الزيادات في أسعار التذاكر قد تصل إلى نحو 100% بالنسبة لبعض الوجهات، و50% لوجهات أخرى مقارنة بمستوياتها المعتادة».
وتابع: «جزء كبير من الرحلات إلى وجهات عربية ومنها، سيسجل مستويات إشغال بنسبة 100%، خلال الأسبوع الذي يسبق عيد الأضحى حتى الأسبوع الأول من يوليو المقبل، في وقت يتوقع فيه أن تصل معدلات الإشغال إلى المحطات السياحية، خصوصاً لندن، ميونيخ، بانكوك، وباريس، إلى أكثر من 90%».
وأضاف: «بناء على معدل الحجوزات، سيكون هناك موسم آخر لرحلات العودة في نهاية أغسطس المقبل قبل بدء الدوام المدرسي».
الحجز المبكر
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «دبي لينك»، الدكتور هيثم الحاج علي، إن «الطلب يرتفع بشكل كبير خلال موسم الأعياد، لاسيما إلى الوجهات العربية».
وأضاف: «مع ارتفاع الطلب تزداد أسعار تذاكر السفر لتصل إلى 100% أحياناً بالنسبة لبعض الوجهات، ولرحلات الذهاب والإياب التي تتزامن مع ذروة الطلب».
وتابع: «يمكن تفادي الزيادات في الأسعار أو جزء منها، بالاعتماد على آلية الحجز المبكر، لما تلعبه من دور كبير في الحصول على أسعار مخفضة، وتتيح توفير مبالغ كبيرة للمجموعات العائلية»، مؤكداً أن «الصيف الجاري سيكون موسماً مزدحماً للسفر، ومن المتوقع أن يسجل جزء كبير من الرحلات معدلات إشغال تصل إلى 100%».
«المدارس» و«الأضحى»
في السياق نفسه، قال المدير العام لشركة «بالحصا للسياحة»، ناروز سركيس، إن «تزامن بدء الإجازات المدرسية مع عطلة عيد الأضحى، فضلاً عن موسم الحج، أسهم في رفع الطلب على السفر إلى مستويات قياسية خلال العام الجاري»، مؤكداً أن «أسعار تذاكر الطيران إلى الوجهات العربية الأكثر طلباً هي في أعلى معدلاتها على الأطلاق، بالنسبة للرحلات الجوية خلال هذه الفترة».
وأشار إلى أن «ذروة الطلب على السفر تبدأ في النصف الثاني من يونيو الجاري تدريجياً، لتصل إلى مستويات مرتفعة في الأسبوع الأخير من ذات الشهر»، لافتاً إلى أن «أسعار التذاكر إلى بعض الوجهات العربية أعلى بنسب تصل إلى 60%، بما في ذلك القاهرة وعمّان وبيروت».
وأضاف أن «نسبة كبيرة من الرحلات الجوية تسجل مستويات إشغال كاملة تزامناً مع عطلة عيد الأضحى»، مشيراً إلى أن «شركات الطيران ستلجأ إلى زيادة عدد الرحلات، أو تشغيل طائرات ذات سعة أكبر، إلا أن موسم الحج سيكون له نصيب من هذه السعة الإضافية، حيث ستوجه الناقلات الجوية جزءاً من عملياتها ورحلاتها لخدمة موسم الحج».
ورأى أنه «لن يكون بمقدور الناقلات الجوية تشغيل سعة كافية لمواكبة الطلب الكبير خلال فترة الذروة».