وجهة نظر : —————— الأزمة .. صنعها دكاترة الإقتصاد ..! السيد هانى .. ——————- أحرص دائما على قراءة كل ما يكتبه الأستاذ الدكتور زياد بهاء الدين .. الذى أحسبه أحد كبار الإقتصاديين الذين تفخر بهم مصر .. ولأن الرجل يحظى باحترام كبير فى الأوساط المالية والإقتصادية .. فإن ما يكتبه .. وما يعرضه من وجهات نظر يحظى باهتمام واسع من المهتمين بالشأن العام .. ويكون له أثرا كبيرا .. – بالنسبة لى .. فإن ما يكتبه د. زياد بهاء الدين .. دائما يحثنى على المشاركة بالرأى .. وإبداء وجهة النظر فى الموضوع الذى يتناوله .. وليس بالضرورة الاختلاف معه ..
– ووجهة نظرى فيما تناوله فى المقال عاليه تحت عنوان “وقفة مع الخصخصة” .. هى : ١ – أن جميع ممتلكات الدولة .. هى ملك للشعب .. وليست ملكا للحكومة .. بالتالى فليس من حق الحكومة التصرف فيها بالبيع .. كليا أو جزئيا .. ٢ – انه منذ بدأنا مشوار “الخصصة” فى التسعينيات من القرن .. وتوسيع مساهمة القطاع الخاص فى الإقتصاد .. وفتح الأبواب على مصراعيها للإستثمار الأجنبى .. فإن الإقتصاد المصرى فى تدهور مستمر .. بمعدلات متسارعة .. وصلت بنا إلى الأزمة التى نعانى منها الآن .. ٣ – للأسف لم نتعلم الدرس .. أو أننا نرفض أن نتعلمه .. وهو أن القطاع الخاص يعمل لمصلحته .. وليس لمصلحة الشعب أو الوطن .. وأن الحكومة قامت فى فترات كثيرة بالتواطؤ مع القطاع الخاص ضد الشعب .. – فمثلا : أوقفنا انتاج السيارة “نصر١٢٨” .. التى كانت فى أخر سنة إنتاج لها تباع ب ٣٤،٥ ألف جنيه .. لنفسح السوق أمام القطاع الخاص لإنتاج سيارة بنفس المواصفات تقريبا .. ويبيعها فى العام التالى ب ٦٥ ألف جنيه .. – قس على ذلك عشرات الأمثلة .. للأسف الشديد ..!!
٤- إن شعارات تشجيع القطاع الخاص .. وفتح الباب للإستثمار الأجنبى .. لم تعد على الشعب المصرى إلا بتدهور وضعه الإقتصادى عاما بعد عاما .. ومازلنا نرفض تعلم الدرس ..!! ٥ – إن من يبيع أصول الدولة لسداد ديونه .. هو بالضبط مثل من يبيع احد أعضاء جسده لسداد ديونه ..!! – فهل ننتظر بعد ذلك أن يكون هذا الجسد .. بعد أن فقد عضوا منه .. أن يكون جسدا قويا .. قادرا على العيش بصورة طبيعية .. أم ان يكون جسدا هزيلا .. غير قادر على الإعتماد على نفسه ..! ٦ – القصة طويلة .. فصولها مؤلمة كالمآساة .. لذلك سأكتفى بالإشارة إلى أن الذى أعاد بناء لبنان فى بداية التسعينيات من القرن الماضى .. بعد الحرب الأهلية التى دمرته طوال ١٥ عاما .. شخص لم يكمل تعليمه الجامعى .. فصل من سنة أولى فى كلية التجارة جامعة بيروت .. اسمه “رفيق الحريرى” .. – وأن الذى قاد برنامج الخصصة .. الذى ادى إلى خراب الإقتصاد المصرى .. هما اثنان من كبار دكاترة الإقتصاد .. أساتذة كبار .. كل منهما اشرف على العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراة فى الإقتصاد .. هما : الأستاذ الدكتور عاطف عبيد .. والأستاذ الدكتور كمال الجنزورى .. اللذين تولى كل منهما رئاسة الحكومة المصرية فترة من الوقت .. فانطلقا فى بيع ممتلكات الدولة .. التى هى ملك للشعب بأسعار زهيدة .. تحت شعارات خادعة تتحدث عن زيادة مساهمة القطاع الخاص ..
٧ – إن الخروج من الأزمة الإقتصادية التى وصلنا إليها .. يتطلب إعادة هيكلة الإقتصاد المصرى إلى إقتصاد إنتاجى .. تقوده الدولة .. بدلا من الإقتصاد الإستهلاكى الذى نعيشه الآن .. – وهذا يتطلب بالضرورة .. إفساح الطريق للمهندس الزراعى والطبيب البيطرى لقيادة عملية التنمية .. من أجل تحقيق الإكتفاء الذاتى فى الغذاء .. كخطوة أولى فى الطريق للخروج من الأزمة .. إننى أقدر تقديرا عاليا كل ما يكتبه الأستاذ الدكتور زياد بهاء الدين .. أحد كبار الإقتصاديين الذين تفخر بهم مصر .. ودائما ما تستحثنى مقالاته لإبداء الرأى فيما وصلنا إليه .. – نحن الآن فى حاجة إلى “محاسبة النفس” .. و”جلد الذات” إذا تطلب الأمر .. لأن ما جرى لنا يستحق ذلك ..!