أكد الدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، أن الانضمام إلى تحالف البريكس خطوة جيدة تكتسب أهميتها من أنه يضم مجموعة من الدول الكبرى تستحوذ على 25% من صادرات العالم، ويمثل سكانها 46% من سكان العالم.
وقال إن التحالف يستهدف كسر هيمنة الدولار، لا سيما فيما يخص التمويل والديون، من خلال طرح بدائل وحلول مختلفة في ظل تبنى الحكومة الأمريكية سياسة خارجية متشددة تقوم على استخدام العقوبات الاقتصادية سلاحًا دبلوماسيًا، لكن فى الوقت ذاته لا أتوقع التوصل إلى عملة بريكس موحدة قريبًا حيث يتطلب الأمر ترتيبات بين الدول الأعضاء لابتكار نظام مالى جديد
وأضاف محيي الدين في تصريحات صحفية اليوم السبت، أن انضمام مصر إلى تحالف البريكس مع بداية العام القادم يتيح لها فرصة تعميق العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول الأعضاء، وتوحيد وتنسيق المواقف وزيادة القدرة التفاوضية، وبلورة نظام مالى ونقدى فى مواجهة هيمنة الدولار
وأوضح محيي الدين، أن هناك إطار اقتصادى وسياسى يحكم مسألة العملات، وقد حدث في الفترة الماضية نوعا من المبالغة غير الموفقة فى إمكانيات الإحلال محل الدولار بين عشية وضحاها، لكن بالتأكيد الأمر وارد حدوثه بدليل أن الدولار لم يكن هو العملة المعتمدة على مستوى العالم حتى بعد الحرب العالمية الثانية واستمر العالم في استخدام الجنية الاسترليني بنسبة 55% من الاحتياطى، إلى أن تبدلت الأمور وتفوق الاقتصاد الأمريكى بحكم إنتاجه وزيادة تنافسيته، وأصبح الدولار عملة احتياطى دولى بنسبة 60%، ووصلت حصته من عقود الديون الدولية لـ 65 % فى عام 2020، رغم أن نسبة الاقتصاد الأمريكى لا تجاوز 25%، ونصيبها من إجمالى حركة التجارة الدولية تقل عن 15%
وأكمل: بدائل الدولار يقترن بتراجع حصة الدولار من الاحتياطى الدولى من 80% لـ 60%، وهناك عملات لاقتصادات ذات سواق ناشئة طواقة للقيام بدور بديل، وهناك بدائل بدأ التعامل من خلالها لتقليل الاعتماد بشكل مباشر على الدولار والتعامل بالعملات المحلية فى التبادل التجارى بين الدول بعضها البعض إلا فى حالات السلع المقومة بالدولار كالبترول، وهذا الاتجاه تصاعد مع التخوف العالمى من الدولار المسلح الذى تم استخدامه فى مواجهات دولية مثلما حدث مع روسيا من استبعادها من نظام سويفت المالى العالمى وتجميد أرصدة دولارية، وكذلك العقوبات المفروضة على أفغانستان وإيران، لكن فى النهاية التوصل إلى عملة مشتركة بديلة أمر يتطلب مزيد من الوقت والمشاروات والمفاوضات بين الدول الأعضاء