حمدي رزق :
هل يُصلح الأزهري ما أفسده الدهر؟!
ومن الأمثال المشهورة قولهم: هل يُصلح العَطَّارُ ما أفسده الدّهْرُ؟!، يُضرب فى من أو لمن يحاول إصلاحَ ما لا يُمكن إصلاحُه!.
أخشى أن يصادف الدكتور «أسامة الأزهرى» وزير الأوقاف فى طريقه الإصلاحى ما صادفه العطار، الأزهرى عقد العزم، والقول للمتنبى: «عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ.. وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ».
الوزير يسوؤه كما يسوؤنا ضجيج الأذان صادرا من مكبرات الصوت تصم الآذان بأصوات منفرة، لا ترعوى لاشتراطات شرعية ولا بيئية.
ما يصدر عن بعض المؤذنين يصفه مولانا الشيخ الشعراوى فى حديث موثق على «يوتيوب» بـ «غوغائية تديّن.. وباطلة دينيا»، ويصف مولانا الشعراوى غوغائية الأذان بقوله: «اللى قاعد نايم طول النهار ويطلع قبل الفجر بساعة (يهبهب)، وفيه ناس عاوزة تنام وناس مريضة، الميكروفون أكبر نقمة مُنيت به الأمة الإسلامية الحديثة، وهى ليست لله فى شىء».
الوزير الأزهرى يجتهد فى تجويد الأذان، تأسيسا على التجربة التركية، يقول: «سنُمصر التجربة التركية، ونعطيها نكهتنا الخاصة، تأسِّيًا بما فعله مؤذن الخديو إسماعيل (الشيخ صالح أبوحديد)، بأن يكون الأذان منضبطًا ومتناغمًا مع مقامات الموسيقى ليكون مقبولًا ومؤثرًا فى النفوس عند سماعه، ويكرس الأصوات الحسنة غير المنفرة».
مربط الفرس، الأصوات الحسنة، ما نرجوه أذان بصوت جميل يتسلل إلى الأرواح، يوقظ الغافلين، لا يؤذى السامعين.. لو فعلها الدكتور الأزهرى لكانت فى ميزان حسناته.
الشكوى من مستوى المؤذنين والأصوات المنفرة بلغت الحلقوم، ميكروفونات المساجد مفتوحة على البهلى، ع البحرى، بأصوات منفرة، ومع ندرة الأصوات الشجية الجميلة بات الضجيج مضاعفا.
فضلا المساجد والزوايا تتنافس على اقتناء أكبر عدد من الميكروفونات مصوبة إلى الجهات الأربع، ضجيج والصمت عليه يصيب الآذان بالصمم.
أستعير وصف مولانا الشعراوى بـ «غوغائية تدين» وأقف على حكمه «باطلة دينية» وأهدى فيديو الشيخ الشعراوى إلى الدكتور «الأزهرى»، ليقف على الحكم الشرعى لما يصدر عن بعض المساجد من استخدام مفرط للميكروفونات.
مع حلول الأذان، تصطخب الأجواء بعاصفة متداخلة من الأصوات التى يصعب وصفها احتراما لأصحابها، ولكن أكثرهم لا يبالون بما يصدرونه من أذى للناس، ويرفعون أصواتهم فوق أصوات بعض، ويجهرون زعيقا.
المزايدة الدينية على الناس فى بيوتهم عادة كريهة، الناس عندها ألف طريقة وطريقة لتعرف دخول الصلاة، تليفزيون وراديو وموبايل، ثم إن الأصوات الندية باتت نادرة، ما يصدر لا يندرج أبدا تحت بند «أجمل الأصوات»!.
لافت غياب المؤذنين الموهوبين، وتركوا الميكروفونات لعمال المساجد والمتطوعين وأطفالهم، ومن حضر باكرا واستولى على الميكروفون ليُسمع حرمه المصون صوته الحنون، ويعلن أنه فى المسجد ليشهدوا له بالإيمان.
استمراء صخب المساجد ليس من الدين فى شىء، باطل دينيا، والصمت على غوغائية الميكروفونات منكور دينيا من كبار الأئمة، ولكم فى مولانا الشعراوى أسوة حسنة.
وأتمنى على الوزير إحياء فكرة «الأذان الموحد» التى بدأها قبل عقد أو يزيد، طيب الذكر المرحوم الدكتور «محمود حمدى زقزوق» وزير الأوقاف الأسبق، ناشدت (سابقا) الوزير المحترم «محمد مختار جمعة»، إحياء الفكرة التى تمنع المزايدين من استباحة ميكروفونات المساجد لتعذيب البشر بأصواتهم المتحشرجة، وألسنتهم المعوجة، وأخطائهم الفجة فى رفع الأذان.