المناظرة الانتخابية التي ضاعت تحت القصف الإيراني
عندما واجهة المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب المرشحة الديموقراطية في المناظرة الوحيدة بينهما ، خرجت وسائل الإعلام الأمريكية المنحازة للديموقراطيين لتقول بفوز هاريس علي ترامب ..
ونشرت البشاير مقالات تحليليا جاء فيه إن ماقدمه المرشحان لا جديد فيهما علي الإطلاق .. كل ماجاء علي لسانهما خلال المناظرة ، جاء علي لسانهما في المؤتمرات الحزبية والصحفية ، الفارق الوحيد أن هاريس بدت علي صفيح ساخن ، بينما صمم ترامب إلا يتطلع اليها مرة واحدة طوال ١٠٠ دقيقة ..
الإعلام المنحاز قدم هذه المناظرة بأنها سوف تحسم كل شئ وتحدد بشكل واضح من حظوظ المرشحين في الإنتخابات المقبلة .
إنتهت المناظرة ولم تحسم شئ . ظلت إستطلاعات الرأي كما هي .. لا هارس طلعت السما ، ولا ترامب سقط علي الأرض ..
وساىل الإعلام الأمريكية الكاذبة والمنحازة توصلت الي ذات النتيجة بعد المناظرة الرئاسية التي عقدت بين جي دي فانس المرشح نائبا للرئيس عن الحزب الجمهوري ، وتيم والز المرشح نائبا للرئيس عن الحزب الديموقراطي ..
ولم تقل أن المناظرة ضاعت ، لأن الرأي العام لعلمي كله كان مشغولا بالهجوم الإيراني علي إسرائيل ..
مناظرة متقاربة للغاية أبرزت شخصيتين مختلفتين، وإن كان جي دي فانس يتقدم بخطوة طفيفة، إثر تركيز هجماته على كامالا هاريس وتيم والز.
ووفق تحليل لمجلة “بوليتيكو” الأمريكية، لم يكن المرشح الجمهوري، جي دي فانس هادئا فحسب، بل قدم نقدًا حادًا لكامالا هاريس أكثر مما قدمه زميله في الانتخابات دونالد ترامب في مناظرته معها الشهر الماضي.
من ناحية أخرى، استغرق المرشح الديمقراطي، تيم والز بعض الوقت للإحماء، ولم يكن رائعًا بدرجة كافية حتى عندما حاول أن يكون كذلك.
وقد فاز فانس بمجموع النقاط في المناظرة التي كانت خفيفة في الضربات المتبادلة وثقيلة في مناقشة السياسات، وبينها الهجوم الإيراني الذي تعرضت له إسرائيل مساء أمس.
وتمكن فانس، على الأقل لليلة واحدة، من تجاوز تصريحاته السابقة المثيرة للجدل حول النساء والعائلات وادعاءاته الكاذبة حول أكل المهاجرين للحيوانات الأليفة في أوهايو.
في هذه الأثناء، كان لوالز لحظاته الخاصة، بما في ذلك انتقاد فانس لعدم اعترافه بخسارة ترامب في انتخابات 2020..
وصل المرشحان إلى نيويورك تحت سيل من العناوين الرئيسية التي أعلنت أن هذه المناظرة هي الأكثر أهمية على الإطلاق. إذ أنها على الأرجح آخر مناظرة سيشاهدها الأمريكيون قبل التصويت في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
نسخة مغايرة
ونقلت بوليتيكو عن المحررة بالمجلة هولي أوتربين، قولها “كانت الحكمة التقليدية هي أن فانس كان سيصبح قتاليًا ولئيمًا ويوجه هجمات شخصيًة، لكنه تعمد أن يعامل والز بلمسة أكثر ليونة، وقال إنه متأكد من أن الأخير يريد حل المشاكل المختلفة، لكن هاريس لا تريد ذلك”.
وتابعت “كانت تلك محاولة من فانس لتقديم نفسه كنسخة ألطف مما رأيناه في الحملة الانتخابية حتى الآن – وبدا أنه قد أزعج والز”.
فيما قال الكاتب ستيف شيبرد، إن فانس فاز بالنقاط، وكان أكثر ارتياحًا في المكان ولم يكن لديه أي عثرات خطيرة”.
وتابع “ولكن لم يكن لدى أي من المرشحين تلك اللحظات التي تجعلهما مشكلة في بطاقة الاقتراع.. كانت تلك هي المهمة رقم 1 لكلا الرجلين الليلة: عدم إلحاق الضرر”.
رأي المشاهدين
في المقابل، أصدر الناخبون الذين شاهدوا مناظرة نائب الرئيس قرارًا منقسمًا في استطلاع سريع أجرته شبكة “سي بي إس نيوز” ومؤسسة “يوجوف”.
وأظهر الاستطلاع أن نسبة متساوية تقريبًا من مشاهدي المناظرة منحت جي دي فانس (42 بالمئة) وتيم والز (41 بالمئة) الفوز.
أما الـ 17 بالمئة المتبقيين فقد اعتبروا أن النتيجة متعادلة.
ويتناقض ذلك مع المناظرتين الرئاسيتين اللتين جرتا في وقت سابق من هذا العام. في استطلاعات الرأي السريعة التي أجرتها شبكة “سي إن إن”، كان يُنظر إلى دونالد ترامب على أنه المنتصر الواضح على جو بايدن في مناظرتهما في شهر يونيو/حزيران.
بينما تفوقت كامالا هاريس بوضوح على ترامب في اللقاء الذي جمع بين المرشحين الشهر الماضي.
وفي اختلاف آخر من المناظرات السابقة، وصفت الغالبية العظمى من مشاهدي مناظرة أمس، 88 في المئة، نبرة مرشحي نائب الرئيس بأنها ”إيجابية بشكل عام“. وقال 12 بالمئة فقط إنها كانت ”سلبية بشكل عام“.
وقام كلا المرشحين بتحسين صورتهما بين الناخبين الذين شاهدوا المناظرة. إذ دخل والز المواجهة بـ52 في المئة يحملون رأيًا إيجابيًا عنه؛ وهي النسبة التي تزايدت إلى 60 في المئة بعد انتهاء المناظرة.
في المقابل، تحسّن تقييم فانس الإيجابي بنفس الهامش تقريبًا، من 40 في المئة إلى 49 في المئة.
تقييم على مستوى القضايا
وفيما يتعلق بالقضايا، قال مراقبو المناظرة إن والز قدم إجابات أفضل بشأن الإجهاض (62 بالمئة مقابل 38 بالمئة) والرعاية الصحية (59 بالمئة مقابل 41 بالمئة). وكان المرشحان متعادلين تقريبًا بشأن الصراع في الشرق الأوسط والاقتصاد والهجرة.
وقال غالبية مراقبي المناظرة إن والز أمضى معظم وقته في شرح وجهات نظره الخاصة (54 في المئة) مقابل مهاجمة الطرف الآخر (46 في المئة). وانقلبت هذه النتائج لصالح فانس: قال 55 بالمئة إنه قضى معظم وقته في مهاجمة الطرف الآخر.