أول امرأة أمريكية مسلمة من أصل عربي في لجنة التعليم الدولي
الولايات المتحدة الأمريكية، 27 أكتوبر 2024
أحمد محارم
نيويورك
من مطار بوسطن، ماساتشوستس، انطلقت الدكتورة نهى عبد الهادي، نائب مدير التعليم بولاية كونيتيكت وأستاذة بجامعة University of Hartford، نحو دبي لتنضم إلى لجنة التعليم الدولي التابعة لمؤسسة New England Association of Schools and Colleges (NEASC)، كأول امرأة أمريكية مسلمة من أصل عربي تشغل هذا المنصب. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي الإمارات لتعزيز معايير التعليم وتطوير منظومتها بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، وهو هدف تدعمه NEASC عبر توجيه مدارس المنطقة نحو تحقيق أعلى مستويات الاعتماد التعليمي.
بمسيرة مهنية حافلة، تبرز الدكتورة نهى عبد الهادي كإحدى الشخصيات الأكاديمية الرائدة، حيث تجمع بين الإدارة الأكاديمية والتعليم الجامعي. فهي تشغل منصب نائب مدير التعليم في ولاية كونيتيكت وتدير مؤسسة World Class Consultation، إلى جانب كونها أستاذة في University of Hartford. تم اختيارها لتمثيل NEASC كمراجعة معتمدة لاعتماد إحدى المدارس الدولية في دبي، ما يعكس دورها المؤثر في نشر معايير تعليمية راقية وتقديم خبراتها الدولية في مجال التقييم الأكاديمي.
يمثل إتقان الدكتورة نهى للغات الإنجليزية، الفرنسية، والعربية أحد مفاتيح نجاحها في التواصل مع مختلف الثقافات التعليمية، مما أتاح لها فرصة فريدة لتعزيز التعاون بين النظم الأكاديمية المتنوعة. وقدرتها على التفاعل ضمن هذه البيئات متعددة الثقافات جعلتها خياراً مثالياً لقيادة عمليات الاعتماد الأكاديمي في منطقة الخليج، حيث تتزايد الحاجة إلى خبرات قادرة على دفع عجلة التطوير التعليمي.
تسعى الإمارات العربية المتحدة باستمرار إلى تطوير نظامها التعليمي عبر تبني أفضل الممارسات العالمية والاعتماد على مؤسسات دولية مرموقة مثل NEASC، المعروفة بمساهماتها في تحسين جودة التعليم واعتماد المؤسسات التعليمية حول العالم. وقد عززت الإمارات مكانتها كمركز إقليمي للتميز التعليمي، ويمثل اعتماد المدارس الدولية جزءاً من جهودها لتحقيق التعليم المستدام وضمان بيئة تعليمية راقية تنافس نظيراتها على مستوى العالم.
ويأتي دور NEASC في توجيه المؤسسات التعليمية نحو الالتزام بمعايير الجودة الأكاديمية من خلال منهجية صارمة تعزز التحسين المستمر والتقييم الذاتي. واعتماد مدارس الإمارات من قبل NEASC يرمز إلى التزام الدولة برفع مستويات التعليم وتقديم بيئة تعلم قائمة على تعزيز مهارات الطلبة وتأهيلهم ليصبحوا قادة المستقبل.
كأول امرأة أمريكية مسلمة من أصل عربي في لجنة التعليم الدولي بـ NEASC، تلعب الدكتورة نهى عبد الهادي دوراً استثنائياً في تعزيز معايير الاعتماد التعليمي في الخليج، حيث تقود فريقاً لتقييم الأداء الأكاديمي في مدرسة دولية بدبي. وتأتي مهمتها في وقت تشهد فيه الإمارات جهوداً متزايدة لتحديث نظامها التعليمي وجعله يتماشى مع متطلبات التعليم العالمي، ما يجعل من وجود شخصية أكاديمية مثل الدكتورة نهى إضافة قيمة لرؤية الدولة المستقبلية.
يمثل وصول الدكتورة نهى إلى هذا المنصب رسالة ملهمة لكل من يسعى للتميز في مجاله، ويؤكد على إمكانات النجاح التي يمكن لأبناء الجاليات العربية تحقيقها على الساحة الدولية. إن نجاحها في هذا المنصب يبرز النماذج العربية التي تخطت الحدود الإقليمية وأصبحت مؤثرة في قطاع التعليم العالمي، مما يؤكد أن الإرادة والكفاءة هما المفتاح لفتح آفاق التميز العالمي.
من خلال خبراتها وشغفها بالتعليم، تواصل الدكتورة نهى ترك بصمتها في تطوير منظومة التعليم في المنطقة، وتعكس مساهماتها التقدير الذي تحظى به من قبل المجتمع الأكاديمي، والذي يعتبرها مثالاً مشرفاً للمهنية والتفوق.
في زمن تزداد فيه التحديات التعليمية، يظل نموذج الدكتورة نهى عبد الهادي مصدر إلهام، ليس فقط للجيل القادم من الأكاديميين، بل أيضاً للمؤسسات التعليمية التي تسعى لتحقيق التميز. بفضل دعمها لرؤية NEASC ومساهمتها في تطوير التعليم بالإمارات، تواصل الدكتورة نهى مسيرتها لتعزيز جودة التعليم العالمي، معززة بذلك من فرص الطلاب للوصول إلى تعليم يتماشى مع طموحات المستقبل.