كشف قادة ديمقراطيون، لـ”إرم نيوز”، عن وجود نقاش جدي في محيط الرئيس
بشأن خطوات تاريخية غير مسبوقة في تاريخ الرؤساء الأمريكيين قد تكون هي مشروع الرئيس جو بايدن للشرق الأوسط في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض.
يأتي ذلك من خلال لجوء بايدن إلى اتخاذ قرار إعلان اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية مستقلة كخطوة أولى، وهو الاعتراف الذي، إن أعلنه بايدن، لن يستطيع خلفه في البيت الأبيض الرئيس المنتخب
، التراجع عنه، على أن يتبع ذلك بخطوة ثانية وهي دعوة الولايات المتحدة إلى قرار أممي لتبني حل الدولتين في الشرق الأوسط، وهي الدعوة التي سوف تجد تأييدا واسعا بكل تأكيد في المنظمة الأممية وترحيبا دوليا وإقليميا واسعا في حال إعلانها.
القادة الديمقراطيون الذين كشفوا، لـ”إرم نيوز”، عن هذا النقاش الداخلي في الدائرة الضيقة لبايدن، أوضحوا أن حرص بايدن على ترك إرث تاريخي لإدارته يجعل من هذا الخيار ممكنا، خاصة بعد ذلك الحرص الكبير الذي أظهره في مرحلة ما بعد الانتخابات على تحقيق منجز سياسي في الشرق الأوسط، وهو ما تحقق له في لبنان بإعلانه التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و”
” في جنوب لبنان، وسعيه في مقابل ذلك لجعل هذا الاتفاق وضعا دائما من خلال إعادة رسم الخريطة الأمنية في لبنان وتقديم الضمانات الأمريكية اللازمة لضمان استمرار الاتفاق، إضافة إلى إشراك الحلفاء الأوروبيين في تحقيقه وتنفيذه على الأرض.
قادة الحزب الديمقراطي يضيفون إلى ذلك أن هدف بايدن في الوقت الحاضر هو التركيز بصورة كاملة على التوصل إلى اتفاق مماثل في قطاع غزة، وهو أمر ممكن كما يعتقدون على اعتبار أن نصيحة بايدن حاليا لرئيس الوزراء الإسرائيلي تركز على أهمية تحويل الانتصارات العسكرية التي حققتها إسرائيل يجب أن يتم الاستثمار فيها وتحويلها إلى مكاسب سياسية في المرحلة المقبلة، خاصة بعد إنهاء القوة العسكرية والقدرة القتالية لدى حماس في غزة وحزب الله في جنوب لبنان مع توفير الضمانات الأميركية والدولية بعدم قدرة حماس وحزب الله على العودة إلى وضع ما قبل هجمات السابع من أكتوبر من العام الماضي.
بايدن كما يقول هؤلاء يركز في أحاديثه إلى مقربيه في مرحلة ما بعد انتخابات نوفمبر على أنه يرفض بقوة أن تكون الصورة التي سوف يتركها في البيت الأبيض عن إدارته وعن فريقه العامل معه هي صورة الإدارة الفاشلة في تحقيق النجاحات التي وعد بها عند ترشحه لانتخابات الرئاسة قبل ست سنوات؛ ولذلك فإنه لا يريد أن يفوت أي فرصة لتحقيق منجزات تاريخية في أيامه خلال الفترة المتبقية له في البيت الأبيض.
المقربون من بايدن يقولون إن الرجل يرفض رفضا كاملا أن يظهر في صورة الرئيس الذي فقد القدرة على المبادرة في أيامه الأخيرة كرئيس، بل وعلى العكس من ذلك تماما فإنه أكثر جرأة الآن في اتخاذ الخطوات التي كان مترددا ولوقت طويل بشأنها، ومنها تلك القرارات غير المسبوقة التي اتخذها بخصوص الحرب في أوكرانيا وأهمها السماح للأوكران باستخدام الصواريخ البعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي.
قرارات جريئة في نهاية الولاية
مسألة أخرى يجمع عليها المقربون من بايدن وقادة الحزب الديموقراطي، وهي ذلك الاعتزاز الذي يبديه بايدن بتاريخه السياسي في العاصمة واشنطن الممتد لنصف قرن كامل من الزمن، وكذلك حرصه الدائم على تقديم نفسه بأنه صاحب الرؤية السياسية العميقة عندما يتعلق الأمر بموقع الولايات المتحدة في المسرح العالمي.
ومن هنا يقول هؤلاء، إن إمكانية لجوء بايدن إلى اعتماد هذه الأفكار الجريئة يبقى واردا جدا، ولا سيما إذا نجح فريقه المفاوض وبالشراكة مع الحلفاء الإقليميين إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، وكذلك النجاح في تحقيق صفقة إعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، حينها سيكون بايدن كما يؤكد هؤلاء، أكثر قدرة على الإقدام على هذه المبادرة لأنه سيكون مدعوما بزخم داخلي ودولي للتوجه التاريخي المحتمل في قادم الأيام.