مصلحة الضرائب تغني!!
بقلم : حمدي رزق
لو أحسن الدكتور” أسامة الأزهري ” وزير الأوقاف، لأختار لخطبة الجمعة القادمة عنوان “الضرائب حق الله”، ولن يجافي العنوان معلوم من الدين بالضرورة، ويحض جمهرة الممولين على الوفاء بحق الله في أموالهم، وتأسيس هذا الحق فقهيا لن يستعصي علي العلامة الأزهري..
العنوان أعلاه معبر عن إعلان مصلحة الضرائب الرمضاني، حاذق من استهلّ أيام رمضان المبارك بإعلان فيه “روح رمضان”، أغنية خفيفة تخاطب شرائح ضريبية بسيطة بلغة محببة يفهمونها، المصلحة تخاطب الممولين علي قدر محبتهم..
خلاصة الإعلان، “الممول على حق”، على طريقة ” الزبون على حق “، وهذا فكر ضرائبي متطور، نقلة في الفكرة، جاءت الفكرة، وصل ما أنقطع بين المصلحة والممولين، كانوا يتحاشونها ويخشون منها، باتت أليفة مألوفة، تصل إليهم بود وترحاب، وتترفق بهم ، وتقدم لهم من التسهيلات ما استطاعت إليه سبيلا.
كسر “الحلقة الجهنمية” التي كانت عليها علاقة المصلحة بالممولين ضرورة مجتمعية ، كانت المصلحة تطارد والممول يتفنن في التهرب، منجز حتمته ” العقلية الانفتاحية ” التي باتت عليها المصلحة ، لم تعد “مصلحة جباية” صارت ” مصلحة مشتركة ” بين الممول والمصلحة.
مأمور الضرائب بات شخصا مرغوبا لا مرفوضا ما يسهل مهمته، أصعب وظيفة عرفتها البشرية “جمع الضرائب”، ثقيلة على الممول، ولكنها صارت ” طوعية ” عبر الإقرارات الضريبية الإلكترونية، وانت وضميرك، والمراجعات الضرائبية تحكم كل خمس سنين، وفي الأمر مندوحة، متسع لكثير من التسهيلات المنصوص عليها ومطبقة بأريحية محببة.
تجربتي الشخصية مع مصلحة ضرائب المهن الحرة، وتعني بأصحاب المهن خارج الوظائف الحكومية، شتان بين عصر ماضوي، وحاضر يعني بكريم المعاملة مع كبار وصغار الممولين، وكبار الممولين لهم ما يليق بهم من احترام، ولكن أن يسود الاحترام تجاه صغار المولين، كان مطلبا وتحقق، وبزيادة إعلان فيه من النغش الرمضاني الكثير.
أول مرة المصلحة تبتسم في وجوه الممولين، تغني لهم لا تغني عليهم، وظلت ردحا من الزمن عابسة، غاضبة، لا ترضي بغير فلوس الممول بديلا، كانت وأصبحت باسمة راضية والحصاد بالرضي والتراضي أضعافا مضاعفة، بالرضي تاخد عنين الممول، بالغصب لن تنالوا الرضى.
لماذا نكتب عن الضرائب، لسبب أنها مصدر رئيس للدخل القومي، تمول الخدمات التعليمية والصحية، تمول بناء المدارس والمستشفيات، وأجور الموظفين، ولأن الضرائب حق مستحق، ومراجعنا الدينية توصي بدفع الضرائب كما إخراج الزكاة على وقتها، الضرائب فروض تؤدي علي وقتها..
قرب حبة تزيد محبة، “الجفاء الضرائبي” لا يملأ الخزينة العامة، “تشفيط الحنفيات ميملاش قرب”، و”ثشفيط الممولين ميملاش خزينة”، والتوجيه من وزير المالية الدكتور “أحمد كجوك” لرئيسة المصلحة السيدة “رشا عبدالعال” واضح بالتخفيف عن الممولين، وله مفعول السحر، وحزمة التسهيلات الضرائبية المستحدثة بأريحية ضريبية تشكل اختراقا لحلقة الرفض المجتمعي الذي جفف موارد المصلحة زمنا.