د.خديجة حمودة
بكل اللهجات العربية خاوة خاوة
يبدو ان الدائرة المغلقة التى عاش فيها اهالى فلسطين ومعهم كل القلوب العربية بل والكثير من قلوب الاوربيين والأمريكيين منذ بداية حرب ٧ اكتوبر وحتى الان قد عادت من جديد للدوران والحركة والقتل والتدمير كما لو كانت قد اقلقها وأزعجها مشد العودة للغزاويين ورقص الشباب وسط الأنقاض وأعدادهم موائد الإفطار الجماعية والقطايف الفلسطينية ،
ازعجها وأزعج اليهود الابتسامات التى ارتسمت على الوجوه بعد ان ستروا انفسهم بالخيام واغلقوا جوانبها على الأطفال والنساء ليشعروا ولو بقليل من الدفء والامان . فكانت التعليمات الغاشمة بأن تعود الحرب من جديد ويضاف لقائمة الشهداء مئات الأسماء وتدفن عائلات كاملة و كأن لم يكن هناك هدنة ولا اتفاق ولا جولات مكوكية ولا توقيعات ولا حتى صور تذكارية مزيفة تقول سنعود للقتال مرة ثانية وثالثة ورابعة .
ربما تحتاج منا ومن اهل فلسطين هذه الدائرة المجنونة لذلك الهتاف الذى يرعب الاعداء ( خاوة خاوة ) هذه الكلمة التى تعتبر ايقونة الثورة والكفاح فى العديد من الدول العربية وتعنى بلهجة الفلسطينين
( رغم أنفكم ) اى سنأخذ منكم ما يلزم خاوة خاوة ، فقد قال بعض الرهائن الاسرائيلين الذين افرجت عنهم حماس من غزة ان السنوار قبل استشهاده التقى بهم وحدثهم باللغة العبرية لأخبرهم انهم فى مكان آمن وطمأنهم بأن المقاومة تعمل على توفير ما يحتاجون ، إلا انه فى مقطع الفيديو الذى نشره قال ( سنأخذ منكم ما يلزمنا خاوة خاوة وسنجد اننا قادرون بإذن الله .
وفى الأردن تستخدم نفس الكلمة وهى كلمة اصلها تركى و كانت تطلق على ضريبة يفرضها الحكم العثمانى على الاهالى فى الأردن وفلسطين وذهبت الضريبة لكن بقى اسمها لتعنى ( رغم انف الجميع ) ،
اما مدينة حلب قديماً فكان استخدام هذه الكلمة يعنى نفس المعنى تقريباً وهو ان يدفع الشخص إتاوة لشخص ليحميه فكانت تعنى رغم انفه . وفى الجزائر بلد المليون شهيد كان شعار ( جيش شعب خاوة خاوة ) هو ايقونة الثورة واحد احتجاجات الجزائر عام ٢٠١٧ كما كان الحراك الذى يرفع فى كل مرة للإعلان عن المطالب المتجددة وقد استمر هذا الشعار ليعلن ان الجيش والشعب معاً .
وفى العلاقات الجزائرية المغربية يهتف المواطنين بكلمة ( خاوة خاوة ) كشعار يعبر عن الأخوة بين الشعبين ويدعو للوحدة بينهما ، وينتشر هذا الشعار بشكل اوسع خلال الاحداث الرياضية و الاجتماعية للتعبير عن تضامنهم وتآخيهم .
واذا كان هذا هو تاريخ الايقونة ( خاوة خاوة ) باللهجات العربية والاحداث التى استخدمت فيها وانتشرت وترددت بأصوات الغاضبين الثوار فمن الاولى بنا ان نقف جميعاً امام الرئيس الامريكى ترامب ونهتف فى وجهه بها لنؤكد له ان رغم انفه ستقف الشعوب والجيوش العربية ضد هذا المخطط الذى يهدف منه الاستيلاء على غزة وهو ما أكده بعد ان نشر مؤخراً مقطع فيديو تم انشاؤه بالذكاء الاصطناعى ، نشره على حسابه بمنصة تروت سوشيال وقد اثار هذا الفيديو صدمة فى ارجاء العالم حيث يوضح فيه رؤيته للقطاع وتحويله إلى ريفيرا الشرق الأوسط .
ويضم الفيديو تماثيل ذهبية لترامب وايلون ماسك يأكل الحمص واسرائيليين عراة الصدر مستلقين على الشاطئ فى غزة !!!!وقد وضع لافتة على بوابة تشبه بوابات الحانات كتب فيها ( غزة ترامب ) ، هذه الاحلام الفاسدة الصناعية لا بد ان يقف لها العرب جميعاً خاوة خاوة حتى لو كانت قد صنعت بالذكاء الاصطناعى فقط .