نهاية عصر المدراس والسناتر والمدرسين والدروس الخصوصية وظهور نقابة الأحزان
حسن عامر
عندما أطلقت البشاير في ٢٠٠٨ ، وتخليت عن مواقع صحفية متقدمة في الصحف الورقية ، علق بعض الزملاء « ده راجل عبيط أو حالم أو يعيش في الأوهام . هل هناك صحفي عاقل يهجر النجاح والتألق ، ليبدا مشروعا وهميا تحت مسمي الصحافة الألكترونية ..
ولم أكن مجنونا أو أعيش الوهم في نهايات العمر .
إنتهي العقد الأول من القرن ٢١ ، وانفجرت ثورة ٢٥ يناير ، التي كانت بداية لانهيار الصحافة الورقية في مصر.. وانتقالها الي مرحلة الشلل الكامل خلال العقد التالي .. وماكان مستحيلا قبل سنوات تحقق بكل تفاصيله المريرة علي أرقي مهنة في الوجود .
ومابقي منها مجرد ذكري لا يهتم بها أحد ..
يشهد علي ذلك المعركة التي نشبت مؤخرا عندما لم يتذكر شاب في العشرينات ، أن لدي مصر صحيفة بإسم الأهرام ، وإن هذه الصحيفة شاركت في بناء أمجاد مصر علي إمتداد العصور .
دعوني أقدم لكم نبوءة تالية ، ذكرتها البشاير منذ أن أنفجرت ثورة الذكاء الاصطناعي قبل شهور .
قالت : هذه بداية لانهيار نظام التعليم المدرسي الذي تعودنا عليه منذ ظهور الكتاب وحلقات الدرس في المساجد والكنائس والجامعات القديمة . بعد عشرة أعوام وربما أقل ، سوف تختفي تماما نظم التعليم المدرسي . وعلينا أن نفكر في البديل ..
ونمي الي علمي أن جامعات الذكاء الاصطناعي المصرية ، تفكر في الأمر بجدية عالية . وهناك تصورات أولية ، أن تتولي برامج الذكاء الاصطناعي إعداد المناهج الدراسية وتوليد التطبيقات المختلفة للمناهج : تعليم وبرامج تدريس وتدريب وأسئلة واختبارات وامتحانات ومنح درجات …
إذا أتسع نطاق البحث في هذا الاتجاه ، سوف نتوصل الي بديل للمدارس …
وعندما الغي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزارة التعليم ، قالت البشاير إن هذا الرجل ( المجنون ) سبق عصرة تماما ..
أمس أكد بيل جيتس علي كل الاراء المتهورة التي أعلنتها البشاير . سوف تختفي المدارس . وتختفي مهنة التدريس خلال عشر سنوات وربما أقل . وسوف تنهار مؤسسة التعليم وتلحق بالمؤسسات الصحفية . وتتحول نقابة المعلمين الي نقابة للأحزان .
يقول بيل جيتس، أن الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولات جذرية في مختلف القطاعات، لكنه أشار إلى أن بعض المهن ستظل بمنأى عن استبدال البشر بالآلات.
ويرى جيتس أن الذكاء الاصطناعي سيكون قادرًا على إحداث ثورة في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم خلال العقد المقبل، محدداً ثلاث وظائف فقط ستظل بحاجة إلى العنصر البشري . لن نكون في حاجة الي مدرس ومدرسة . وطبيب ومستشفي . بل سنكون في حاجة الي
تطوير البرمجيات:
رغم قدرة الذكاء الاصطناعي على كتابة الأكواد البرمجية، إلا أنه يفتقر إلى المهارات البشرية في التكيف وحل المشكلات المعقدة، مما يجعل المبرمجين ضروريين لتحسين أدائه وتصحيح أخطائه.
البحث في علم الأحياء:
لا يستطيع الذكاء الاصطناعي استبدال التفكير النقدي وصياغة الفرضيات العلمية، مما يضمن استمرار دور علماء الأحياء في الاكتشافات الطبية والتقدم العلمي.
قطاع الطاقة:
بينما يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين كفاءة الطاقة، تبقى القرارات الاستراتيجية وإدارة الأزمات من اختصاص البشر.
وأوضح جيتس أن بعض المجالات، مثل الرياضة والإبداع، ستظل مرتبطة بالبشر، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لن يسيطر على كل جوانب الحياة.
كما توقع أن يصبح الوصول إلى الخدمات الطبية والتعليمية أسهل وأرخص بفضل الذكاء الاصطناعي، مما قد يجعل الاستشارات الطبية والدروس الخصوصية مجانية في المستقبل.
لكن جيتس اعترف بأن التطور السريع للذكاء الاصطناعي يثير مشاعر مختلطة بين الحماس والقلق، خاصة فيما يتعلق باستقرار الوظائف. فبينما يتوقع بعض الخبراء أن يعزز الذكاء الاصطناعي الإنتاجية ويخلق فرصًا جديدة، يحذر آخرون، من أنه قد يؤدي إلى زعزعة استقرار سوق العمل باستبدال العديد من الوظائف التقليدية.
رغم ذلك، يبقى جيتس متفائلًا بإمكانات الذكاء الاصطناعي في تحقيق اختراقات علمية ومكافحة التغير المناخي، كما شجع رواد الأعمال على تبني هذه التكنولوجيا، معتبرًا أنها ستُحدث تحولات إيجابية في قطاعات مثل التصنيع والزراعة.
يؤكد جيتس أن الذكاء الاصطناعي، رغم تحدياته، سيكون أداة قوية لتحسين جودة الحياة، لكنه لن يحل تمامًا محل العقل البشري في المجالات التي تتطلب إبداعًا وذكاءً عاطفيًا.