حلّ الدكتور نادر رياض، رئيس مجلس الأعمال المصري الألماني، ضيفًا على برنامج “أوراق اقتصادية”، مع الإعلامى حسام عاطف، على شاشة التلفزيون المصري لمناقشة مبادرات القطاع الخاص والاستثمارى فى توطين التكنولوجيا عبر نماذج جديدة.
وأكد رياض، أن الاهتمام بالعامل يعد بمثاية الخط الأول لنجاح منظومة الإنتاج وتحسين جودة المنتج، وأننا لدينا العديد من مدارس التعليم الفني التابعة لوزارة التربية التعليم، بجانب المدارس التابعة لوزارة الصناعة، مشددا على ضرورة أن يتم ربط الدراسة بسوق العمل عن طريق تفعيل دور مصانع القطاع الخاص بشكل أكبر فى تدريب طلاب التعليم الفنى، باعتبار أنهم أصحاب مصلحة لما سيعود عليهم من نفع جراء تشغيل أيدى عاملة مدربة وماهرة تسهم فى جودة وزيادة المنتج.
التعليم الفنى فى مصر ينقصه التطبيق
وأشار رياض، إلى أن ما ينقص التعليم الفنى فى مصر هو التطبيق، من خلال الدراسة ليوم أو يومين بمدارس التعليم الفنى، والنزول باقى الأيام إلى المصانع لتطبيق ما درسه الطالب على أرض الواقع لتحقيق أقصى استقادة مما يدرسه الطالب.
مدارس مبارك كول
وتطرق رياض، إلى الحديث عن تجربة مدارس “مبارك كول”، مؤكدا أنها فرصة حقيقية لتقديم عامل مجهز يمزج بين الدراسة والتدريب، ولكن الملاحظ أن الغالبية من العمال كثيرا ما يتركون عملهم، مثل الترزى والعامل الفنى أو كهربائى ، ويتجه الى وظيفة أخرى تمنحه مقابل مادى أعلى من عمله ما يتسبب فى ضياع كل ما اكتسبه من علم وتدريب ومعرفة .
وأوضح رياض، أن تجربة مدارس “مبارك كول” تشير إلى هذا التوجه عن طريق مشاركة رجال الاعمال والمصانع الخاصة في التعليم ومن ثم يتيح ذلك توفير الايدي العاملة الماهرة والمدربة.
وقدم رياض، رؤية مختلفة للنهوض بالتعليم الفنى فى مصر، باعتباره أحد أبرز رجال الصناعة المصريين، مؤكدا أنه يميل لدائما إلى الحلول الجريئة التى تبتعد عن الروتين والتعقيد .
انشاء مراكز التميز
ولفت إلى ضرورة بداية جديدة برؤية جديدة عن طريق إنشاء ما يسمى بـ “مراكز التميز”، وذلك بالاهتمام والتركيز على 5 مدارس نهتم بها ونبرزها، عن طريق توفير كل الوسائل التى تساعد على نجاحها، ومع ظهور الملامح الاولى لنجاح التجربة يتم على الفور تعميم المرحلة على الفور فى جميع أنحاء الجمهورية.
وشدد رئيس مجلس الأعمال المصرى الألمانى، على ضرورة تجهيز البيئة الصناعية والمناخ المناسب، لاستيعاب الأيدى العاملة الماهرة والمدربة، وأن طموح الفرد عامل رئيسى فى تطوير مهنته واستمرار تطوير أداء العامل، وهو ما تركز عليه العديد من المصانع وأصحاب العمل بدليل أننا كثيرا ما نجد السؤال المتكرر من جانب أصحاب العمل خلال المقابلة التمهيدية للعمل “أنت شايف نفسك فين بعد 5 سنين ؟”.
الإستثمار في العامل
وأكمل: “بعض المصانع تتعامل مع العامل كاستثمار من خلال توفير مقابل مادى يكفل له حياة كريمة، مما يضمن استمراره فى العمل وتطوير أداره بما يعود بالنفع على المصنع أو مكان العمل”.
ونوه رياض، إلى أنه يؤمن تماماً بأن تأهيل الفرد علي المهمة قبل أدائها ضرورة ملحة لتحقيق النجاح ، والحصول على أفضل نتيجة، ومن ثم فإن التدريب بالمصنع أو المنشأة يمنح فرصة حقيقية لطلاب مدارس التعليم الفنى المتميزين فى الحصول على فرصة عمل فى المصنع أو المؤسسة، وهو ما يحقق منفعة متبادلة بين العامل الفنى المجهز والمدرب، وصاحب المصنع أو المنشأة.