تستعين بعض الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالثورة الرقمية في مجال الخدمات المنزلية، مستغلة قوة وتأثير الإنترنت لتحسين تجربة العملاء وتوفير فرص عمل لأصحاب المهارات.
شركة مصرية بين أبرز الشركات
«خدمة»
تحاول شركة خدمة، التي تتخذ من القاهرة مقراً لها، أن توفر بديلاً عصرياً بصورة أكثر احترافية لإيجاد عمالة منزلية. تأسست الشركة في مايو 2018 على يد هاشم علي، وهو شريك مؤسس في منصة «نفهم» للفيديوهات التعليمية المُقدمة من خلال مشاركات جمهور المنطقة العربية، حيث تدير الشركة فريقاً مُنتقى من المحترفين في التنظيف. وتهدف للتوسع في المستقبل، من خلال الوصول لعاملات النظافة المنزلية وتدريبهن باحترافية ثم إدارة عملية توظيفهن من خلال التطبيق.
«إن لم يتوقف عن العمل، فلا داعي لإصلاحه» تنطبق هذه القاعدة على العديد من مواقف الحياة، ولكن يتغير ذلك تماماً عندما يتعلق الأمر بالمحافظة على مستوى كفاءة عمل سيارتك أو منزلك.
يمكن أن توفر الصيانة الاستباقية والوقائية لأصحاب المنازل والشركات، بناءً على تقديرات الأبحاث العلمية المنشورة، ما يصل إلى %20 من إجمالي قيمة الأموال التي تُنفق على أعمال الصيانة التي تتم في وقت لاحق.
لقد اضطر أصحاب المنازل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى توظيف مُقدمي خدمات لم يتم التحقق من مستوى كفاءتهم وأمانتهم بالطرق الاحترافية، سواء للاستعانة بهم في أعمال الصيانة الاستباقية أو الطارئة. ولم يكن معيار الاختيار سوى توصيات شفهية من آخرين.
وفي هذا الصدد، يقول فيصل الزهراني الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أجير «بالنسبة لقطاع الخدمات المنزلية، هناك العديد من التحديات، التي نواجهها كل يوم في ما يخص الوصول إلى فني يمتلك القدرات المناسبة والاتفاق معه والحصول على أفضل الأسعار». لقد أدرك فيصل أن أفضل طريقة لإعادة صياغة تلك التجربة هي «تنظيم» سوق العمل في هذا القطاع، و«تسهيل» الوصول لأقصى قدر من رضا العملاء وتوفير احتياجاتهم.
«أجير»، عبارة عن منصة إلكترونية لتقديم خدمات الصيانة والخدمات المنزلية ومقرها السعودية، وهي أيضاً واحدة من شركات ناشئة قليلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تساعد العائلات في الحفاظ على نظافة منازلهم وصيانتها جيداً من خلال توفير متخصصين معتمدين في تنظيف المنازل وصيانتها. تستغل هذه الشركات قوة التأثير الاجتماعي للإنترنت لإعادة صياغة طريقة طلب أصحاب المنازل للخدمات المنزلية التي يحتاجونها.
«أجير»
عانى فيصل الزهراني وشركاؤه- تركي العرجاني وعبدالعزيز آل طالب- عندما أسسوا شركة أجير في ابريل 2016، ليثبتوا أن فكرتهم عملية وقابلة للتطبيق. فقد عرض الثلاثي فكرتهم على أكثر من 50 مستثمرا ممولا ولم يأتهم الرد سوى من ثلاثة فقط.
تدير الشركة اليوم شبكة عمل تضم أكثر من 3000 فني من مقدمي الخدمات. وقد نجحت الشركة في الحصول على تمويل مبدئي بقيمة 500 ألف دولار في ديسمبر 2018. وتلقت الشركة تمويلاً من مستثمر داعم للشركات الناشئة كان من عملائها السابقين، بعد أن آمن بالفكرة وبأحقيتها في تلقي الدعم والمساندة.
وتغطي شركة أجير حالياً سبع مدن في المملكة العربية السعودية، وتعمل على توسيع نطاق عملها في بقية مدن المملكة والدول المجاورة.
«مهارة»
تأسست شركة مهارة في عام 2015، على يد مجاهد مرغلاني وسليم برناوي وأحمد مريعاني. خرجت «مهارة» من رحم برنامج حاضنة الشركات الناشئة «فلات6لابز جدة»، وصنفتها «فوربس» ضمن قائمة أفضل 50 شركة ناشئة سعودية واعدة في عام 2016.
يُمَكّن تطبيق مهارة أصحاب المنازل في خمس مدن سعودية من تحديد مواعيد الصيانة مع أحد العمال المهرة، حيث يمكنهم الاختيار من قائمة تضم فنيي كهرباء وسباكين وعمال تجهيزات الأرضيات..الخ.
كان لـ«مهارة» تأثير غير متوقع في تحول نظرة الجمهور للفني الماهر. وعن الفكرة، يقول أحمد مريعاني في مقابلة مع «بودكاست بيزنس بوكس»: هناك مواطنون سعوديون يعملون معنا، بعضهم موظفون حكوميون ولديهم مهارات متعلقة بالصيانة، ويقبلون طلبات أعمال الصيانة بعد الانتهاء من مواعيد دوامهم اليومية.
«بيتك»
توفر شركة بيتك- ومقرها مدينة الخُبر- تطبيقاً سعودياً لطلب خدمات الصيانة المنزلية وتكنولوجيا المعلومات. أسس الشركة خالد الحملي وإياد الشبعان في مارس 2017، وقد حصلت الشركة بعد ذلك بعام على مليوني دولار في حملة لجمع التمويل التأسيسي تمت تحت إشراف «صندوق الرياض تقنية».
يوضح خالد الحملي في أحد فيديوهاته، التي يعرض فيها الخدمة «إن سوق خدمات الصيانة المنزلية هو سوق ضخم يوفر 25 ألف فرصة عمل». تتعاقد «بيتك» مع مقدمي خدمات محليين معتمدين وتُسند إليهم طلبات العمل. وتقوم الشركة بمبادرة لرد الجميل للمجتمع وتتبرع بريال سعودي لكل طلب يتم باستخدام التطبيق من أجل المساعدة في مبادرات تنمية المجتمع.
من المرجح أن تنظم رقمنة سوق الخدمات المنزلية هذا القطاع الذي لا يخضع لأي قواعد، ويهيمن عليه في المنطقة العربية في كثير من الأحوال حاليا أفراد مستقلون وغير مصرح لهم القيام بهذا العمل. ومع دخول المزيد من الشركات الناشئة إلى قطاع أعمال الخدمات المنزلية، ستختفي الوصمة الاجتماعية التي تلاحق من يعمل في قطاع الخدمات المنزلية بالتدريج، مما يوفر فرص عمل لأصحاب المهارات لزيادة دخلهم بالطريقة نفسها، التي ساعدت بها شركة أوبر مالكي السيارات.