سيد علي
تبريد الأموال الساخنة
يبدو أن الأموال الساخنة فى طريقها للعودة الى مصر لاستغلال فرق سعرى الفائدة على الجنيه والدولار والذى لايقل عن 20%، وقد بدأت بالفعل عقب تحرير سعر الصرف ورفع سعر الفائدة الأمر الذى شجع مؤسسات مالية أجنبية للشراء فى أدوات الدين الحكومية من جديد فى اليوم التالى لتحرير سعر الصرف خاصة أن مصر تقدم الآن ثالث أعلى عائد على سندات العملة المحلية بين 23 اقتصاداً نامياً مع متوسط عوائد يقترب من 30%. وستصبح قضية الاستثمار فى مصر أكثر وضوحاً قريبا مع استقرار السوق، وحيث إن تجربتنا خلال الأعوام السابقة كانت سلبية فيجب ألا نفتح أذرعنا لها مرة اخرى وقد آن الأوان لان تفرض مصر بعض القيود على خروج رءوس الأموال الساخنة…
فلا يصح ان يلدغ بلد من نفس الأموال مرتين وذلك بوضع قيود زمنية لا يجوز أن يخرج قبلها رأس المال، أو قيود بفرض رسوم تخصم من رأس المال الساخن عند خروجه قبل مدة محددة أو غيرهما من قيود تحافظ على استقرار سوق رأس المال خاصة أن تلك الأموال هى استثمار لا يضيف للاقتصاد القومى أى قيمة فهو كما يدخل يخرج ومعه أرباحه ولا يقيم مصانع أو مشروعات وشعاره هو (اكسب واجرى) لان مدة بقاء الأموال الساخنة القصيرة جدا تحول دون الرهان على استخدامها فى تمويل مشروعات إنتاجية تستلزم زمنا طويلا.
وهكذا فليست لها أمان لخروجها المفاجئ نتيجة عوامل محلية أو عالمية وهذا ما حدث مع مصر عند الخروج المفاجئ لأكثر من 20 مليار دولار، كما ان الاستثمارات الساخنة فى المضاربة على الأسهم دمار للاقتصاد، حيث يمتلك المستثمر الأجنبى القدرة المالية على العبث بأسواق الأسهم الصغيرة أى التى حجم التداول فيها بسيط يوميا، وبالتالى يستطيع أن يخلق أجواء مرتفعة ومنخفضة للأسهم لاستغلالها ونفس الأمر فى صورة أذون الخزانة والودائع الاستثمارية، فهذا يمثل قرضا وبفائدة عالية جدا مستغلين الإدارة فى تثبيت سعر الصرف وفى ضمانها للمستثمر الأجنبى تحويل رأس ماله وأرباحه بالسعر الرسمى.
وقد حققت فروع البنوك الأجنبية فى مصر أرباحا ضخمة فى دخولها فى هذا المجال وقد يؤدى التدفق الكبير لرأس المال على المدى القصير إلى ارتفاع أسعار الأصول إلى جانب زيادة التضخم. وربما يؤدى هذا التدفق إلى ارتفاع سعر صرف العملة، إذا استمر هذا الأمر، فقد يؤثر سلبًيا على أعمال التصدير حيث ستصبح سلعها وخدماتها أكثر تكلفة من المنتجات المماثلة من البلدان الأخرى.والأمر المؤكد أن عودة تلك الأموال للسوق المحلية بعد غيابها لشهور طويلة تعد مؤشرًا جيدًا وإضافة مرحبًا بها ولكن لايجب الاعتماد عليها فى الاستثمار ويمكن الاستفادة منها ان أحسنا استخدامها فى منح تسهيلات قصيرة الأجل للشركات لتحفيز الاستثمار أو لتنشيط الانتاج، وتشغيل العمالة، والتصدير وفى نفس الوقت بات من المهم للسياسات المالية البعد عن تحميل السياسات النقدية أى قرارات غير اقتصادية.
ببساطة
> المعارك الوهمية تستنزف العمر مجاناً.
> طول ظل الأقزام ينبئ بمغيب شمسهم.
> لا يشتهى المريض من متع الحياة إلا العافية.
> التجاهل نعمة لا يعرفها إلا العقلاء.
> كل من أكل بباطل سيجوع بحق.
> من هانت عليه كرامته بات كمن يحيا بالعلف.
> بعض البشر كالتارِيخ، لا يُعاد ولا يُنسى.
> فى كل إنسان إنسان آخر لاتعرفه.
> كثيرا مايكون التميز فى انك لا تشبههم.
> ستعرف غدا قيمة من كانوا معك بالأمس.
> القناعة تعوضنا ما تحرمنا منه الحياة.